الصالحية فى الصومال
بقلم : آدم شيخ حسن .
أي حديث عن
الشيخ حسن هلولى وتاريخه لن يكون بمعزل عن الصالحية ودورها التاريخي في المجتمع
الصومالي لطالما وصف بالركن الركين في الطريقة سواسية في الأقطار او المركز ، وبالتالي
نتناول في هذه الحلقة عن الصالحية ودورها الدعوى والجهادى، وكيف
تأسست في الصومال ومن المؤسسين!! ؟
تنتسب الطريقة الصالحية إلى السيد : محمد الصالح إبن محمد
الصالح الرشيدي الدويحي رحمه الله رحمة واسعة ( 1853م 1917م )"1"
والذى ورث الولاية من السيد أبراهيم الرشيد خليفة السيد –أحمد بن إدريس رحمة الله عليهم أجمعين ،وكلهم ينتمون إلى
الاحمدية طريقة والى أهل السنة والجماعة مذهبا ،ويعتبر السيد محمد الصالح ابن محمد
الصالح الرشيدي الدويحي ناشر الصالحية في الجزيرة العربية و الصومال وفى كل قطر أو شبر تنشط فيه الصالحية في أرجاء المعمورة كافة . أما
المؤسسين في الصومال فتتضارب الروايات حول
ذلك وما اكثر من أدعى اللقاء بالسيد : محمد الصالح ابن محمد
الصالح الرشيدي الدويحي في مكة المكرمة واخذ الوكالة عنه مباشرة لينشرها في القرن الأفريقي غير ان معظم هذه الادعاءات تظل فقط : "وكلا يدعى وصلا ليلى وليلى لا تقر لهم
بذلك " غير ان الرواية المؤكدة والمتواترة عن علماء الصالحية ودعاتها من الرعيل الاول شفاهه وكتابة هو أن هناك سبعة
اقطاب التقوا بالسيد : محمد صالح "2" في مكة المكرمة وأخذوا عنه الوكالة مباشرة وثم وكّلهم لنشرها في
القرن الأفريقي وهم :
1.
شيخ المشايخ
القطب السيد : محمد أبن قوليد رحمه الله رحمة واسعة .
2.
القطب السيد
على الملقب بالسيد على نيروبي رحمه الله رحمة واسعة .
3.
السيد الفاضل
: إسماعيل إبن اسحاق الساكن في بلدة برعوا ونواحيها .
4.
الإمام السيد
: أبراهيم ابن الشيخ حسين الدبري الساكن في مصر دبر ى .
5.
العارف بالله تعالى السيد : على ابن شريف محمد
الشريف الاهدلى .
6.
الشيخ السيد
: على الملقب بالسيد على دقر الساكن في جماعة راحال .
7.
الإمام المجاهد: السيد محمد إبن عبدل ابن حسن رحمه الله رحمة
واسعة .
فمشرب هؤلاء
الأقطاب المذكورين من ساقية واحدة ومن عين مشكاة الصالحية الرشيدية الأحمدية أخذوا كلهم الطريقة عن السيد: محمد صالح الرشيدي
الدويحى مشافهة وتولاهم الخلافة عنه لنشرها في ناحيتهم وإحيائها في أرضهم فرحمة ربى تغشاهم أجمعين ، وقام
كل واحد منهم بعد ذلك نشر الطريقة في قومه وأرضه وناحيته حتى سطع نور الصالحية
الرشيدية في القطر الصومالي وأمتدت شمسها في الاقطار حتى اقر ذلك القاصي والداني
سويا ، ولعل ذلك مقتبسها الأحمدي ومنبعها
المارك في مكة المكرمة والحرمين الشريفين .
الجدير بالذكر أيضا في هذا المقام أن للمذكورين جميعا من العلماء أحفاد وتلامذة موجودون
اليوم و قائمون على سيرة أباءهم من إحياء الشريعة المحمدية والطريقة الصالحية
في القطر الصومالي. "3"
ثمة معلومة
مهمة ينبغي الإشارة اليها هنا وهى أن اول من أخذ إجازة الطريقة الصالحية عن الامام :
محمد الصالح في مكة هو الأستاذ السيد : عبد الواحد سيد محمد قوليد فخر
الصالحية في الأقطار والامصار (1293هـــ /1369هــ ) وذلك في عام 1312 هــــــــ . وقد سبق بذلك حتى والده المؤسس السيد محمد
قوليد ، اذ ارسل الاخير ابنه الى مكة المكرمة للحج وزيارة المشاعر المقدسة ، وملاقاة
قطب الصالحية وإمام الحرمين السيد محمد صالح
، وبالفعل قابل السيد عبد الواحد السيد محمد صالح
في الحرم واخذ عنه الاجازة وعمره
لم يتجاوز آنذاك 18 سنة فامر الثاني الأول ان يبلغ والده السيد مجمد قوليد أن
بإمكانه أن يلقن الاجازة لمن شاء من الأمة الصومالية المسلمة ، كما علّمه كذلك
حضرة الذكر الصالحية المستخدمة حاليا لدى الطريقة ،و بهذا يعتبر السيد عبد الواحد
أول من استحدث الطريقة في منطقة القرن الأفريقي بجانب انه هو الذى علم الدراويش
الحضرة والتمايل والتقلب في الحضرة بمينا وشمالا
من أجل الذكر . "4"
متى دخلت الصالحية
إلى الصومال ؟
يقال إن أول
طريقة وفدت إلى الصومال كانت الطريقة الأحمدية
التي مؤسسها وقائدها السيد أحمد بن إدريس ، وذلك في عام 1280هـــ. ولم يعرف وقتئذ
في القطر الصومالي إسم الطريقة وماهيتها على الغالب، وأول من اتى بها وأحدثها هو الشيخ
العارف بالله تعالى مولانا الشيخ عبد الرحمن كان يسمى في الصومال بهذا الاسم وفى
مكة المكرمة بالشيخ عبد الواحد ولذا اشتهر ابنه بأحمد ابن عبد الواحد . والسيد عبد
الرحمن المذكور مدفون في مكة بحار ة شعب العامر وله في هنالك مسجد معروف باسمه . فهو
الذى التقى مع السيد أحمد بن ادريس وأخذ عنه الطريقة بعد ان صاحبه مدة يسيرة لا
تزيد على خمسة أشهر وأيام قلائل . وتم
توليته بالخلافة في قطر الصومال من قبل السيد احمد بن ادريس رحمه الله رحمة واسعة . ثم قدم إلى الصومال من ناحية الشمال في أراضي أوجادين تحديدا مأذونا عن سيدى أحمد بن إدريس لنشر الطريقة
الاحمدية وتلقين أورادها . "5" و
على الرغم ان الشيخ على مي دروكبا المتوفى عام 1917 م ممن اخذو الولاية عن مولانا عبد الرحمن
مبكرا الا ان السيد محمد قوليد المتوفى عام 1917 م هو أول شيخ معروف للطريقة
الاحمدية في الصومال، كما أنه اول من رفع راية الصالحية في جنوب الصومال بعد أن استهل دعوته بتكوين تعاونيات زراعية
"زوايا " وقد أبتنى اول مركز له في منطقة الشدلة بين بلدتي جوهر و بلعد
على نهر شبيلي "6 " فلطالما الصالحية فرع رئيسي في الطريقة الأحمدية فالمرجح أنها وفدت إلى الصومال ما بعد الأحمدية بقليل وذلك في نهايات القرن التاسع عشر و
لكنها ازدهرت فعليا مع مطلع القرن العشرين،
حيث يمكن أن يحسب قدوم الصالحية مع بداية قدوم الاحمدية إلى القطر لأن كل صالحي أحمدي بالضرورة وليس العكس إذ ان الصالحية تعتبر نفسها نخبة الطريقة
الأحمدية أينما وجدت .
تعريف
الصالحية :
الصالحية هي
: جماعة أو حركة معتدلة في الفكر والمنهج وأسلوب الدعوة تعتمد على الكتاب والسنة وفق
مفهوم أهل السنة والجماعة ،و تشترط للشيخ المرشد الداعي إلى الله تعالى ان يكون مستقيما
في الشريعة المحمدية علما والتزاما ، لا تقتدى ولا تعقد للولاية لمن لا يحضر الجمعة
وصلاة الجماعة لمخالفته في اجماع اهل السنة والاجماع. " 7" ولذلك قال احد
أئمتهم : "فواعجبا على قوم زعموا أنهم مشايخ وخلفاء لبعض الطريفة ثم لا يحضرون الجماعة للصلوات التي هي سنة مؤكدة او الجمعة التي هي فرص عين على كل مسلم بالغ عاقل مقيم فمن اين
اتت إليهم هذه العقيدة والمبررات التي تمنعهم
الحضور للجمعة و الجماعة " اهــ .
مثلت الطريقة
الصالحية بشقيها الدعوى والجهادى في الصومال دعوة معتدلة ورائدة في كل
المجالات الدعوية والإصلاحية والجهادية
والتعليمية كما لعبت دورا محوريا في المجتمع الصومالي وصياغة تاريخه الحديث لاسيما
في تشكيل العقل الديني الصومالي ، حيت ظهرت في فترة
عانت الحركة القادرية من الدروشة والانكفائية وعجزت عن الاستجابة بمطالب التجديد الديني والدعوة
على الجهاد ضد الاستعمار مما أكسبها
قواعد للانتشار والتمدد ، كما ساهمت الصالحية في الهاب المشاعر الدينية ومقاومة المحتل إضافة الى
محاربة البدع والعادات السيئة " 8 ".
ولا غرو في ذلك لأنها تنطلق في
رؤاها للحياة من تعاليم الكتاب والسنة و
هو ما ميزها عادة عن الطرق الاخرى من الصوفية المبتدعة . ولاشك ان الصالحية كذلك قد
أبدعت في أعمالها الدعوية والاصلاحية وحتى الجهادية لمحاربة المستعمر إذ لم تعد الصالحية مجرد حركة دينية وانما تبنت مشاريع
وطنية ترمى الى انهاء الاستعمار الأجنبي من
كافة الأراضي التي كان يقطنها الشعب الصومالي ،
ولا تزال الطريقة الصالحية حتى
اليوم من أقوى دعائم ربط الامة الصومالية حيث تنتشر تبعيتها في شمال كينيا او
الجزء الصومالي في أثيوبيا وفى ارجاء الجمهورية كافة ، ويبدو أن مرد هذا التأثير الكبير
يعود للسيد : أحمد بن ادريس و جاذبية أفكاره وأراءه والتي لبت الظروف واحتياجات المسلمين
الفكرية حينها واهم المعاني التي نادى بها السيد احمد بن ادريس من الرجوع للكتاب والسنة
والعناية بتفسير القرآن والحديث والفقه والاهتمام بالتدريس والتربية باعتبارها وسيلة
لإيجاد الجماعة المسلمة بجانب التركيز على توطين قيم اساسية في تلاميذه وهى مكارم الاخلاق
، خلوص الاعمال ، محاسبة النفس ، بناء المسلم الذاكر أضف الى ذلك الانطلاق من البوادي
والارياف واقامة المستوطنات والمراكز الاجتماعية على اساس افكار التجديد في شكل تعاونيات
جمعيات زراعية .. الخ ، والاهتمام بالعمل السلمى
الإسلامي المترفق ونشر الدعوة وسط غير المسلمين مع رفض الرسوم والشكليات والتعصب المذهبي
وكذلك رفض بناء القبات والمزارات .
كان ابن ادريس
وبلا مراء تجسيدا لفكرة العالمية الاسلامية حيث
يقوم بـاختبار تلامذته من كل الجنسيات وكان يركز على قضية ايجاد النخبة حتى تتجسد في هؤلاء التلامذة معانى
القيادة ويصبحوا مرشدين مؤهلين حيث اصبح المرشد في الدين مطلبا حيويا في ذلك الوقت
العصيب وقد عبر عن ذلك تلميذه محمد على السنوسي المتوفى في عام 1859م قائلا "
افكر في العالم الإسلامي ، بالرغم من سلاطينه وامرائه ورؤسائه وعلمائه فهم لا يزيدون
على ان يكونوا كقطيع من الاغنام الذى لا راعى لها ..بكل محل من محلات الاسلام تجد المسلمين
وعلماء الدين ولكنك لا تجد في العالم الإسلامي مرشدا حقيقيا تكون غايته سوق الجميع
إلى هدف واحد . لذا فلا عجب أن راجت افكار السيد : أحمد بن ادريس في الصومال وبالذات
تيار الصالحية ."9"
وفى إطار
حديثنا عن الصالحية وتاريخها يمكن لنا أن
نقسمها الى جهادية ودعوية . فالصالحية الدعوية انتشرت وبشكل أخطبوطي في المجتمع
الصومالي كافة تجدها في القرى والامصار بل
أسست في مختلف أنحاء الجمهورية الصومالية معاقل حضارية ومنابر علمية كان لها أكبر الاكثر في
تربية وتعليم الجيل الواعي وطنيا والملتزم
دينيا، ومازال أثرها باقيا حتى اليوم رغم ما طرأ في الساحة من أفكار وتيارات تشدديه دأبها المحو
والإقصاء . أما الجهادية فهي الاخرى التي أبدعت في محاربة الاستعمار بشتى أنواعه ،
فكل ما ذكر الإستعمار ومن حاربه في الصومال تصدّر ت الصالحية وعلمائها في المشهد ، و في حالات الدفاع عن عقيدة الامة وحضارتها سرعان ما تجد المثال في السيد : محمد عبد الله حسن حامل لواء الجهاد في القرن الأفريقي والشيخ حسن
برسني رمز الجهاد في جنوب الصومال .
السيد : محمد
عبد الله حسن (1864-1920 م )
قاد السيد : محمد عبد الله حسن حركة الدراويش أشهر
الحركات التحررية في البلاد التي انطلقت في الصومال في نهاية القرن التاسع عشر
واطلق كثير من الكتاب على هذه الثورة ام الحركات والثورات القتالية ضد الاستعمار
في تاريخ الصومال الحديث والتي تنتمى جلها
الى التيار الصوفي العريق في البلاد
بمختلف مشاربه . كانت حركة محمد عبد الله حسن جزا من الحركات الاسلامية التي جاهدت
وناضلت ضد الاستعمار الأوربي في البقاع
الإسلامية الاخرى أمثال الامير المراكشى محمد عبد الكريم الخطابي، والامير عبد
القادر في الجزائر والامير السنوسي عمر
المختار في ليبيا ، وزعيم المهدية محمد أحمد المهدى في السودان . ولكن الذى تميزت
به حركة الدراويش عن مثيلاتها في القارة الافريقية أنها كانت تجابه دفعة واحدة أكثر من قوة إستعمارية تحتل البلاد التي نشأت فيها هذه الحركة وهو
الصومال . بدأ السيد /محمد عبد الله حسن معارضته الشديدة ضد السياسة البريطانية
منذ أن وصل الى مدينة بريرا قادما من الحجاز حيث أدرك أن التفاهم مع الاجانب صعب
ثم دعا إلى مواجهتهم خاصة ضد الانجليز ، واستمرت هذه المواجهات تسعة عشر عاما
1901/ 1920 م خرج السيد معظمها ظافرا منتصرا وقد شملت تلك الفترة 36 موقعة ابتداء
من معركة افبكيلة 3 مايوا 1901 حتى موقعة
تليح 9 فبراير 1920م . "10" . وعلى الرغم من الإمام السيد : عبد الله حسن
يتصدر وبكل جدارة في قائمة القيادات الجهادية
المسلمة في القرن الأفريقي الا أنه قد اتهم
وحركته بالشراسة وقلة الانسانية وحب سفك
الدماء وقتل الابرياء والميل الى الفجور والجنون . وبهذا الخصوص قد ارسل الشيخ محمد صالح من مكة إلى السيد محمد عبد الله
حسن رسالة توبيخ مفادها النصح والامتثال
الى طاعة الله والعمل بكتاب الله وسنة رسوله ولكنه لم يعلن إخراجه عن الطريقة . "11". ثمة من يعتقد ومن بينهم السيد: او جامع عمر
عيسى المؤرخ الصومالي الكبير : أن الرسالة
لم تكن صحيحة اطلاقا وإنما الانجليز هم من
قاموا بنشرة رسالة من الشيخ محمد صالح للسيد محمد عبد الله حسن بصورة واسعة تبرأ
فيها الاول الاخير ودعوته قائلا " لا اريد ان يكون لي صلة بك وبمن معك...انك
تلقب نفسك بالسيد لا اعلم من اين جئت بهذا
اللقب ."12".
إقالة السيد
محمد عبد الله حسن عن زعامة حركة الدراويش واخراجه من الصالحية
تختلف
الروايات حول إقالة السيد محمد عبد الله حسن من زعامة الدراويش وإخراجه من الصالحية
من قبل الشيخ محمد صالح في مكة في تلك الرسالة المشهورة وذلك بعد ما ارتكب أعمال
فتل ونهب لا تتطابق مع منهج الصالحية
اطلاقا داخل المسلمين الصوماليين وبمجرد اختلافهم معه في وجهات النظر وطبيعة
الجهاد ، البعض يجزم صحتها، والاخرون يعتقدون بأن الوفد الذى بعثه الانجليز من العلماء إلى السيد محمد صالح استطاع ان يقنع
كاتبه كتابة رسالة فحواها الاقالة دون موافقته. "13"وقد خصص السيد محمد عبد الله حسن قصيدة كاملة بهذا الامر سماها " Waanjeel" بمناسبة حسم المعركة بينه وببن من تأثر
بالرسالة ورفض زعامته . "ووانجيل" إسم الشجرة التي اجتمع بها من عارض السيد والتزم
بنص الرسالة علما ان معظمهم أل بهم الحال اما إلى القتل أو التشريد .
"14"
موقف الشيخ
حسن هلولى من السيد : محمد عبد الله حسن وجهاده:
هو لم يعاصر
السيد: محمد عبد الله حسن كثيرا ولكن بحكم أنه من كتاب الصالحية ورموزها كان فخور
بجهاده شأنه في ذلك شأن أي صالحي معتز بالسيد :محمد عبد الله حسن وحركة الدراويش
ومع ذلك عندما يتحدث عن تاريخه ظل يذكر تجاوزاته خاصة في نهب مال الناس واستباحة
دمائهم وأعراضهم دون حق وأن مثل تلك
الاعمال الوحشية لا تمت صلة بالصالحية
ومنهجها في أي حال من الاحوال، و لم يذكر إطلاقا ان تم إخراج السيد محمد عبد الله حسن عن الصالحية وهذ الرأي
يتطابق تماما مع رأي الصالحية وقيادتها في المركز في مصر الكبير، ففي مقابلة للباحث مع السيد : حاج عبد العزيز حاج طيب سيد محمد قوليد المؤرخ الكبير والطاعن
في السن قال في ذلك: "للسيد محمد عبد الله حسن شطحات كثيرة و انحرافات خطيرة
مخالفة لمنهج الصالحية الاحمدية و من أخطائه الجسام الغرور حيث حكم غيره من المسلين بالكفر لاسيما أهل الجنوب دون دراية تامة لأحوالهم
وظروفهم " وان السيد محمد صالح في
مكة سمح له الجهاد فقط ضد الاستعمار ، وأنكر عليه محارية المسلمين وسفك دمائهم
وأموالهم وأعراضهم بحجة انهم لا يؤيدون الجهاد . و لكن السيد عبد العزيز أكد في
ثنايا حديثه : بأن رسالة السيد محمد صالح للسيد محمد عبد الله حسن كانت من أجل النصح لا للإقالة جازما ان الأخير كان
صالحيا الى أن توفى في عام 1920 م رحمه
الله رحمة واسعة .
ومجمل القول
: أن كل ما يثار من أعمال وحشية حول السيد : محمد عبد الله ابن حسن وحركته
الدراويش لا تبخس من مقامه شيئا لأنه اتبع في فصل من فصول جهاده سياسة سلمية تقوم
على نشر التعليم بين الناشئين وتوعية الناس بأمور دينهم وحثهم على التمسك بالدين في
مواجهة حركة التبشير وحب الوطن والحنق على
المحتل الأجنبي الغاصب "15" مما يعنى أنه لم يكون دمويا في
كل مراحل حياته وجهاده ، ولا يعفى منه
كذلك مسؤولية ما أقترف من جرائم بان سفك
دماء الأبرياء من المسلمين في الصومال وسبب جهاده نوعا من الدمار الشامل اذ قتل
مأتى الف شخص في غضون عشرين عاما فقط في مقاطعة لم يتجاوز تعداد سكانها ثلاثة
ملايين نسمة وغالبيتها مسلمون " 16"
الشيخ حسن برسني
: المتوفى عام 1927م :
مثّل الشيخ حسن برسني الذراع الجهادى
للصالحية في جنوب الصومال وخاصة أنه كان
خليفة السيد : محمد قوليد رحمه الله رحمة واسعة حيث قاد ثورة شعبية . وفى عام 1922 م إثر وصول
الفاشيست إلى سدة الحكم في إيطاليا كانت
دولة روما قد عينت في الصومال ماريا سرنس Cerene Maria
"" الذى أصدر قرارا بحظر تداول السلاح في
القرى والبوادي مما أحدث خلافات بينه وبين بعض الشيخات والقرويين ، تلك الخلافات
التي تطورت فيما بعد إلى تمرد مسلح ثم إلى ثورة شعبية تزعم بها الشيخ حسن شيخ نور
"البرسنى " 17"وبعد استمرار
هذه الثورة عدة أشهر حصدت خلالها أرواح كثير من الطليان إثر الخسائر
العسكرية المتلاحقة التي منيت بها القوات الأجنبية ،شكلت القوات الايطالية جيشا
كبيرا لإخماد هذه الثورة التي كانت تعم
مجموعة من المدن في غرب العاصمة تحت قيادة الشيخ حسن البرسنى . وفى حرب استمرت أربعة ايام استخدم الايطاليون
فيها المدافع الثقيلة والقنابل الحارقة ، أنهى الايطاليون المعارك لصالحهم يوم 13
مارس 1924 م . ووقع الشيخ حسن شيخ نور أسيرا بعد أن أحرقوا جميع المدن هنالك ،
ونقل الشيخ إلى مقديشوا واعتقل هنالك وبقى في السجن حتى مات 18 يناير 1927 م . ومنذ تلك المعركة
تضاءلت قوة الثوار ، وكسرت شوكتهم بشكل تدريجي وتقهقرت أمام المستعمر الذى كان
يستكمل نفوذه وسيطرته على البلاد .
أهم المصادر والمراجع :
1.د.حسن مكى محمد أحمد ، السياسات الثقافية في الصومال
الكبير 1887/1986م . ص 34 سولو للطباعة والنشر .
2. مؤسس الطريقة الصالحية ومنشر الطريقة الرشيدية
الأحمدية في جزيرة العرب وفى أقطار أخرى مثل الصومال بواسطة خلفائه السادة الكرام
الذين أحيوا الطريقة الصالحية في الصومال .
3 . السيد: إبراهيم بن السيد محمد قوليد: كتاب الدرة البهية : في مناقب مشايخ
الطرائق الصالحية الرشيدية الاحمدية ،.ص
185-186
4. السيد: إبراهيم
بن السيد محمد قوليد المرجع السابق . ص 204 -205
5. السيد : إبراهيم بن السيد محمد قوليد . مرجع سابق .ص
184
6 . د. حسن مكى مرجع سابق .ص 43.
7. . السيد ابراهيم بن السيد محمد قوليد . مرجع سابق ص
71
8 . سالم سعيد الحضرمي
. فراغ البطون وتخمة السلاح : الصومال والحركات
الاسلامية . مجموعة باحثين . ورقة : المشهد الصوفي في الصومال الصلة بالسلفية وانحسار
الدور . مركز المسبار للدراسات والبحوث ص 376 . ط الاولى 2012م
9. حسن مكى محمد أحمد مرجع سابق ص 44 -45
10. عبدى يوسف . الصراع الدولي في الصومال : دراسة في التاريخ السياسي . دار الامين للنشر والتوزيع
.القاهرة . ص 49 -51 .
11. عبدى يوسف . المرجع السابق ص 53
12. حسن مكى . مرجع سابق ص 36
13. أنطر كتاب : او جامع عمر عيسى باللغة الصومالية :
Diiwaanka Gabayadii Sayid Maxamad Cabdille Xassan ط الثانية . جيبوتي 2005 م . ص 184 .
14. او جامع عمر عيسى ،مرجع سابق ص 185.
15. سالم سعيد الحضرمي . مرجع سابق . ص 359
..
16. John P.
slight . The British and Somalia Views of Muhammad Abdullah Hassan 's jihad
1899-1920 Bildhaan : An international journal
of Somali studies Vol.10 article 7
P. 16
17. عبدى يوسف مرجع سابق. ص 63 -64.
شكرا علي هذه السيرة الحسنة للطريقة الصالحية
ردحذف