الخميس، 2 فبراير 2017

سيــــرة العلّامـة الشيخ حسن حسين هلول "الفذ في علمه والفريد في فهمه الحلقة "5" حياته التعليمية

حياته التعليمية: الحلقة الخامسة
الشيخ حسن هلولى


تتعدد معارف الشيخ بين القرآن وعلومه وعلوم الشريعة وعلوم اللغة العربية والمنطق، وغيرها التي تلقاها من العلماء داخل الوطن وخارجه، أو عن طريق اطلاعه الخاص. في الأسطر التالية وفي هذه الحلقة نتناول الحياة التعليمية للشيخ مع التعرف على أبرز مشايخه وأساتذته، وذلك عبر ثلاثة محاور هي: -  
أولا: التعليم داخل الوطن: بدأت مسيرته الدراسية من الخلوة أو ما يعرف في اللغة الصومالية " الدكسي" ويعني مدرسة تحفيظ القرآن الكريم،  فأتمّ حفظ القرآن كاملا وهو لا يزال صغيرا على يد معلمه " المعلم محمد الملقب بوليس المشهور في المنطقة بإتقانه القرآن الكريم وعلومه. وليس هذا الحفظ المبكّر راجعاً إلى تميز أو فخامة خاصة بمرتبة تصنيف الخلوة والتسهيلات والتقنيات التي تتوفّر عليها، فهي لم تكن في هذه الناحية تختلف عن مثيلاتها من مدارس تحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في المنطقة؛ إذ كانت متواضعة كشأن أخواتها من خلاوي القرويين والبدو الرحّل، ولكنها كانت متميزة في المعلم القائم عليها، والمشهود له بأنه كان فريدا في إتقان تجويده للقرآن الكريم وأسلوبه في التعليم وتفانيه وإخلاصه وجهده في مساعدة تلاميذه على تحقيق النجاح المنشود في حفظ القرآن الكريم، مما كان له اكبر الأثر في الجيل الذى تلقى التعليم عنه مباشرة، ومنهم بطبيعة الحال الجبل المترجم له.
بعد إتمام حفظه للقرآن الكريم أقبل الشيخ حسن على تعلم العلوم الشرعية ينهل من ينابيعها الصافية لدى علمائها ومشائخها في البلاد، وبدأ مشواره بحلقات العلم القائمة في مسجد "عيل يرو"{1} بمدينة أفجوى أحد صروح الفقه الشافعي في جنوب الصومال، فلزم هذه الحلقات وعلماء هذا المسجد فترة أتقن خلالها أهمّ الكتب المتداولة في الفقه الشافعي. ومن أبرز مشايخه في هذه الحلقات " الشيخ محمد أيلايو" المعروف بدرايته العميقة للفقه الشافعي، والذي لا زم حلقاته إلى أن أجاز له في تدريس كتب الفقه الشافعي، خاصة كتاب المنهاج الذى جرت العادة في الصومال أن لا يتصدّى لتدريسه أي دارس دون الحصول على إجازة من شيخه مهما أجاد و أتفن، وبالفعل درّس  المنهاج بعد ذلك  في أحد مساجد مدينة قريولى " َ "Qoryooley في محافظة شبيلي السفلى لتلاميذ قدموا من مناطق شتى لطلب العلم ، وكان من بينهم  العلامة المشهور لدى الصوماليين الشيخ عمر الفاروق عليه رحمة الله الذي تتلمذ على الشيخ حسن هلولى في ربع العبادات من كتاب المنهاج .
كما تلقى الشيخ علوم اللغة من نحو وصرف وبلاغة ومنطق. ومن أهم الحلقات التي تلقى الشيخ حسن هلولى فيها علوم اللغة حلقة الشيخ محمد يرو في منطقة "دانييرى"  Daanyeerey " والتي أعيدت تسميتها لاحقا بدارالسلام في ناحية أوطيغلى"Aw dheegle حيث تعلم فيها قواعد اللغة العربية. وأثناء تواجده مع الشيخ – محمديرو- أبدع في تعلم ما يسمى علم الآلة كعلم النحو وغيره من الصرف والبلاغة والمنطق، خلال الفترة الطويلة التي لزم فيها تلك الحلقة، دارساً تارة ومدرّساً تارة أخرى، لأن شيخ الحلقة " محمد يروا " اكتشف في المترجم له أمارات النبوغ، ووكّله بالتدريس في بعض الحلقات التي تخرج فيها على يد الشيخ جيل متميز في هذا الفن. وبالفعل مشايخه في هذا العلم كثيرون منهم الشيخ "سيدو أبا جبل" الذى درّس له قواعد الصرف وخاصة لامية الأفعال, والحاج علو اليمنى{5}وقد تعلم منه الطب وكيفية التداوي بالأعشاب .
وأما دراسته في علوم القرآن الكريم وخاصة علم "التفسير" ومتعلقاته فقد كانت في حلقة شيخه المبجل المفسر البارع "الشيخ أدم محمود المشهور بالشيخ آدم عوليهن{3} في مقديشو العاصمة في أحد مساجدها المباركة{2}. وعوليهن نسبة إلى قبيلته عوليهن الأجاذينية " حيث عكف على تلك الحلقة أكثر من عام أتقن خلاله التفسير أيما إتقان، مع العلم بأنه لم يتلق من شيخه إلا دورة واحدة، حيث كان المعتاد لدى طلاب الـ " حِرْ " أي طلاب الحلقات باللغة الصوماليّة أن يعيدوا دراسة كتب الفن أكثر من مرة من التلقي قبل استصدار الإجازة للتدريس، بيد أن الشيخ حسن ولتميّزه ونباهته نال الإجازة مباشرة بعيد إتمامه للدورالأول من التلقي، مما يؤكد مرة أخرى تفوقه في الدراسة. وقد استزاد الشيخ حسن هلولى تفسير القرآن الكريم وعلومه من شيخه السيد عبد الواحد قطب الصالحية في الصومال. وعلى الرغم من أن الأول قد اخذ من الأخير علوما ومعارف شتى  كعلم السلوك وغيره، إلا أن للتفسير قصة مهمة وهى أن السيد عبد الواحد كان مرتبطا بمكة المكرمة وعلمائها كالشيخ السيد . محمد صالح  الدويحي السوداني  المؤسس  الأول للصالحية  والشيخ السيد ابراهيم الرشيد. وكثيرا ما كان يجتلب من هناك كتبا ثمينة ونادرة قلما توجد في القطر الصومالي . ككتاب " روح البيان لتفسير القرآن الكريم "وكان عبارة عن مجلدات ضخمة يزن نصف شحنة السفينة والذي حمله السيد الشيخ عبد  الواحد من البقاع المباركة  إلى الصومال. فهذه النسخة الوحيدة التي كان يقتنيها في مكتبته ظل لا يسمح بالاطلاع عليها إلا لخواص الخواص من أصفيائه العلماء الذين يثق فيهم. فما أن قدم له الشيخ حسن هلولى في مقر إقامته في مصر الصالحية في شبيلي الوسطى  إلا وفتح له مكتبته العامرة يطلع فيها على كل الكتب القيمة ولاسيما روح البيان{4}""الذى كان يقول عنه الشيخ " Ruuxal bayaan ninkii helo qalbigiisa waa Raaaxeestey" ومعناها بالعربية : من ظفر بروح البيان فكأنما ظفر بالسعادة كلها".
أما كتب التفاسير التي أحبها الشيخ  فمعظمها الشروح مثل كتاب تفسير الجلالين وحاشية الصاوي.
وأما شيخه في علوم التصوف والطب والحكمة فهوالعلّامة  الحاج على سيدو بن الحاج مومن الذى ينحدرمن قبيلة بغذي نسبا.
وبالنسبة للتعليم النظامي حاول الشيخ أن ينضم إلى التعليم الإيطالي مع ظهوره في بلاد الصومال، ولكن فترته الذهبية صادفت الاستعمار، والصالحية  بحكم موقفها الصارم ضدّ الاستعمار لم تحبذ يوما من الايام  بالتعلم من المستعمرين، بيد أن الشيخ أجاد اللغة الإيطالية حتى صار يفهم ما تكتبه الصحف ويتابع الأخبار بها إلى أن منعه شيخه وصديقه الحاج على سيدو من المواصلة، حيث قال له: إنّ من غير اللائق بمشيخته ومهارته في الشريعة المحمدية أن يؤول  به الحال ككاتب مهين لدى الإيطاليين .
ثانيًا : اطلاعاته الواسعة: وهذا جانب جدير بالالتفات إليه لما له من دور هام في صقل الشيخ وبناء معارفه ومهاراته العلمية. وفي الحقيقة ما أن قطع الشيخ حسن شوطه في دراسة العلوم الشرعية واستوى ساعده في النواحي العلمية، بل وأصبح فقيها يشار إليه بالبنان في منطقته إلّا وبدأ يطّلع على الكتب الفكرية، وبات مولعاً بمجال الفكر ينهمك في قراءة كتبه والاطلاع عليها بحيث امتلأت مكتبته الخاصّة بالكتب الفكرية. بل أدّى به حبه للمطالعة والقراءة إلى أن يقرأ كلّ ما يقع في يده من كتاب مهما كان موضوعه بحيث لم يترك فنا من الفنون العلمية والمعرفية التي حصل عليها إلا وقد قرأها، ومن بين تلك الكتب والرسائل التي تيسر له الحصول عليها وقراءتها كتب في الفرق والأديان والمذاهب المعاصرة لاسيما المصادر والمراجع الصوفية التي عشقها من خلال المطالعة قبل أن يأخذ الإجازة، وكذلك فرقة الخوارج والمعتزلة والشيعة، كما نالت كتب السلفية مثل مؤلفات شيخ الإسلام أبوالعباس ابن تيمية الحرّاني وتلميذه ابن قيم الجوزية وكذلك مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب قسطا وافرا في تنقيبه عن الدراسات والبحوث حول الفرق والأديان والمذاهب المعاصرة. ويمكن القول بأنّه ما من اتجاه فكرى إلا وكان ملما به، والسبب يعود إلى حبه للقراءة حتى صار مدمنا لها.
وبما أن الشيخ حسن هلولي قد درس على يد علماء كثر في داخل الصومال وخارجه يجدر أن نترجم لأهمّ مشايخه في الصومال، وخاصّة الأكثر منهم تأثيرا في حياته:
ا :الشيخ محمد إيلايو: ينحدر الشيخ من عشيرة إيلاي إحدى قبائل الرحنوين الصومالية ، كان حافظا لكتاب الله فقيها ، وزاهدا ورعا  نذر حياته لخدمة كتاب الله وعلوم شريعته، وسخر كل جهده لتدريس الفقه الشافعي لطلاب العلم في مسجد عيل يرو الكائن في محافظة أفجوى التابعة لإقليم شبيلي السفلى والواقعة على مسافة ثلاثين كم تقريبا إلى الشمال الغربي من مدينة مقدشو العاصمة، واشتهر في جنوب الصومال بلقب شيخ الفقه ولقب معلّم المنهاج للإمام النووي رحمة الله رحمة واسعة. وقد تخرّج عليه الكثير من الأعلام ، وأبدع في مجاله، بما جعل تلميذه الشيخ حسن هلولى الذي درس عليه الفقه يقول عنه دائما: " ما لاقيت في قطر الصومال شيخا أكثر فهماً للمنهاج  ولغته ورموزه من الشيخ محمد الملقب بمحمد إيلايو" . لازمه الشيخ حسن أثناء دراسته في حلقاته ملازمة الظل لصاحبه واستفاد منه الكثير من علمه. وقد امتدّت العلاقة بينهما حتى  ما بعد الدراسة، حيث كان الشيخ حسن دائم الصلة والتعهد بشيخه، ومن مظاهر هذه الصلة أن الشيخ حسن هلولى جلب معه ذات حجة كهديّة إلى شيخه محمد أيلايو كتبا ثمينة ونادرة لا تتوفر في الصومال في ذلك الوقت مثل كتب الأمهات الست في الحديث وكتب فقهية نادرة و أخرى من السيرة النبوية وذلك وفاء لتوصيات والدته، وتكريما وعرفانا من شخصه لجهد شيخه. ومن أجل هذا الوفاء والصلة دعا له الشيخ محمد أيلايو بالعلم النافع والبركة في العمر في هذا الموقف وفى مواقف أخرى كثيرة.{5} وهي الدعوات التي يؤمن الشيخ حسن وأهاليه بأنها سبب تلك البركة في علمه والتي عمّت الأسرة وحتى من بعده ذرّيّته.
ب: الشيخ عبد الواحد بن السيد محمد قوليد : هو مولانا أبو الحسن السيد عبد الواحد بن السيد محمد جوليد العارف المحقق مجدد الشريعة المحمديّة وناشر الطريقة الأحمديّة في القطر الصومالي، قطب من أقطاب الصالحية وأشهر قادتها على الإطلاق على امتداد تاريخ الطريقة في الصومال.
 كان مولده في قرية "كلن مومن" في أرض كرنل سنة ألف ومائتين وثلاث وتسعين من الهجرة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، واسم أمه: حمر بنت بريس تزوجها والده إياها بعد أن استحسن عفتها وصلاحها وتدينها{6} . ثم ترعرع سيدى عبد الواحد رحمه الله تعالى في هذه القرية ونشأ بأحسن طبيعة وأجود سيرة، وكانت سيما العزة والمعرفة ترتسم على قسماته. ألحقه والده بالخلوة " الدكسى" كعادة الصوماليين مع صغارهم، فحفظ القرآن بالتجويد والترتيل في فترة وجيزة ، ولما تم له حفظ القرآن حق لهمته أن تصبو إلى تحصيل العلوم الفقهية، فتتلمذ على عدد من مشايخ عصره إلى أن تم له ما أراد، وأتقن العلوم الشرعية بفنونها المختلفة، بحيث سلم له علماء عصره بالإفتاء في المسائل الدينية وخضعوا له، ودانت له الملوك وهابت طلعته، إذكانوا يأتون إليه للاختبار فيسألونه عن أكثر المسائل الفقهية وغيرها تعقيدا وتشابكاً، فيجيبهم بالجواب الشافي حتى أحجموا عن مناظرته ومجادلته.كما عرف رحمه الله بحسن الخلق ولين الجانب والعطف على الضعفاء والمحتاجين، يساعدهم ويتكفل الأيتام ويحنو عليهم، ويعين الفقراء والأرامل والمساكين. وكان يكثر الصدقة على فقراء مكة المكرمة والمدينة المنورة في أيام حجه وزيارته. بل كان يعمم الهدية على أهل الحجاز قدر طاقته. توفى سيدي عبد الواحد عن عمر يناهز 76 في عام 1369هــــ. فى ليلة الجمعة الثالث عشر من شهر رمضان المبارك في قرية مصر الصالحيّة في شبيلي الوسطى{7}.
ويذكر في هذا السياق أن السيد عبد الواحد هو أول من نال إجازة الطريقة الصالحية من السيد محمد صالح الرشيدي الدويحى في مكة المكرمة وأول من أدخل حضرة التمايل للصالحية إلى الصومال، ولهذه القصة تفاصيل مهمة سنوردها عند الحديث عن الطريقة الصالحيّة ومؤسسيها وظروف تأسيسها وحالات تطورها في الصومال بيد أن ما يهمنا هنا هو أن الشيخ السيد عبد الواحد أثّر في الشيخ حسن هلولى في جوانب كثيرة في العلوم الشرعية وألهمه التصوف. وكان يصطحبه معه في زياراته المتكررة إلى المشاعر المقدسة بغرض أداء شعيرتي الحج والعمرة، أو بغرض الاتصال مباشرة برجالات العلم في الحرمين الشريفين كالشيخ إبراهيم الرشيد الثاني.
ج. الشيخ : أد.محمود المشهور بشيخ آدم عوليهن ( نسبة إلى قبيلته(، عالم دين مرموق، اشتهر بتدريس التفسير في جنوب الصومال ، وكان يطلق عليه شيخ التفسير في الجنوب، كان مفسرا بارعا يتميز بالبلاغة وقوة الإقناع والتأثير في شرح النصوص القرآنية وتطبيقها على الواقع، بحيث أن البعض كان يلقبه بأخصائي تفسيرالقرآن الكريم؛ فقد علّم أجيالا من المفسرين قبل أن يظهر المفسرون الجدد في الساحة كالشيخ محمد معلم وغيره.
د. الشيخ الحاج على سيذو مومن :  الذى ينحدر من قبيلة بغذى نسبا. جهبذ من الجهابذة وعلم من الأعلام في جنوب الصومال عامة وفى منطقة أوطيقلى "ِ "Aawdheegle  خاصة بل هو علم على رأسه نار كما يقال عرف بالحكمة والعلم والذكاء ، بحر في العلوم الشرعية واللغة العربية، وهو الذي تحدى علماء مكة في مسائل اختلف حولها وصارت الغلبة له، وقال قو لته المشهورة للشيخ إبراهيم الرشيد في مكة المكرمة  " أنت شيخي في الطريقة وأنا شيخك في الشريعة ". عاش فترة من حياته  في بلدة مبارك التابعة لمنطقة أوطيغلى "Aawdheegle ثم انتقل إلى  قرية  كوريب Kooreeb""  بين بلعد وحوادلى  من محافظة شبيلي الوسطى ليتولى هنالك قيادة جماعة من أتباع الصالحية، استخلف عليها بعده ابنه الشيخ صالح الحاج على سيدو. وكثيرا ما كان يفتى للصالحية  في بلدة مصر الواقعة في أرض شيدلى بين بلدتي جوهر وبلعد ويعمل على تقريب أئمة الصالحية وقادتها في القطر الصومالي وفى العالم الإسلامي خصوصا أرض الحرمين. توفى الحاج على سيدو في المدينة المنورة   إثر مرض لم يمهله طويلا، وترك من بعده ذرية من أولاد صلبه وأحفاده، يتوزعون في الداخل الصومالي والمهجر، لا سيما في مقديشو ولندن. يعد الشيخ الحاج على سيذو مومن من أكبر المؤثرين في حياة الشيخ حسن هلولى من جوانب عديدة فكان بالنسبة له شيخا وصديقا مقربا ومربيا،  بل وموجّها له في مواقف كثيرة ، وهو الذى أرشده للتصوف عموما وإلى الطريقة الصالحية خصوصا .
ثالثاً: دراسة الشيخ حسن خارج الصومال: وكان الشيخ حسن حسين هلولى  كثير السفر إلى بيت الله الحرام حاجاً ومعتمراً وطالبا للعلم والمعرفة عند مشايخ الحرمين الشريفين، ولاسيما علماء الصالحية في مكة المكرمة، حيث التقى فيها السيد إبراهيم الرشيد الثاني وارث سر سيد ى محمد صالح السوداني من بيت الأشراف ومؤسس الطريقة الصالحية، أخذ عنه إجازة الطريقة مرات عديدة.
وكان الشيخ حسن يجيد اللغة العربية، وقد كان  أبلغ الأثر في ذلك إلى جانب أنه تعلم في الحلقات مخالطته كذلك العلماء في مكة و في الصومال ممن يتحدثون العربية كلغة أم كشيخه السيد: الحاج علوى اليمنى رحمه الله رحمة واسعة وصديقه الحاج: أحمدي اليمنى . فكانت العربية بالنسبة له لغة العلم  والمكاتبات العادية والرسائل {8}ٍ
وبهذا يمكن أن نجمل دراسة الشيخ  ومسيرته التعليمية في النقاط التالية:
النقطة الأولى : تعلم الشيخ من علماء منطقته لاسيما أعلام مناطق أوطيغلى "  "Aw dheegle وأفجوى" Afggooye  " لأن في هذه المناطق حلقات ومدراس علمية ذائعة الصيب في كل أنحاء الصومال كان يؤمها الطلاب من كافة المناطق.
 النقطة الثانية: لم يمرّ الشيخ بالتعليم النظامي الحديث نسبة للاعتقاد الذي شاع لدى علماء الصالحيّة من عدم مناسبة هذا النوع من التعليم الذي ينتهي بالمرء إلى أن يصير كاتباً مهينا لدى حكومة الاستعمار مع مقام المشيخة في علوم الشريعة والدين، وذلك نتيجة تزامن عصر لشيخ مع الاستعمار الإيطالي الذي كان قائما على أمر التعليم النظامي.
النقطة الثالثة: المناطق الخارجة عن محيط منطقته التي رحل إليها الشيخ طلبا للعلم هى مقديشوا ومقر الصالحية القوليدية في مصر الواقعة في شبيلي الوسطى ، كما تعلم من مشايخ الصالحية في مكة المكرمة كالإمام السيد إبراهيم الرشيد الثاني خارج الصومال.
النقطة الرابعة: كان له علاقات واسعة مع علماء الصومال في كل المدن الكبيرة سواء الواقعة على ساحل البحر الأحمر  أو المحيط الهندي أو في المناطق الداخلية، والتي كانت مراكز لنشر تعاليم  الدين الإسلامي الحنيف واللغة العربية منذ دخول الإسلام  إلى منطقة القرن الأفريقي كزيلع وهرر ومقديشو ، ومركة ، وبراوة ، وبارطيرى .
النقطة الخامسة : أتقن الشيخ حسن هلولي العلوم الشرعيّة بفنونها المختلفة في فترة وجيزة مقارنة بأقرانه الذين استغرقوا فترات طويلة في تعلم الفقه أو اللغة، فكان يقول"  إنه واظب الحلقات  فقط إلى حد الرابع والعشرين من عمره، ثم تفرغ عاملا في مجال الدعوة وشيخا للتلاميذ  في المناطق التي أقام فيها ، ولكنه لم يهجر الاطلاع الحرّ طوال حياته، وذاك سر تميزه، بأن كان يجتلب الكتاب من مختلف الأقطار في أرجاء المعمورة  ثم يشبعه اطلاعا.
أهم المراجع :
1. السيد .طه محمد حسن  . ناشط في الطريقة الصالحية في الصومال
2.لم يوفق الباحث معرفة اسم المسجد
3. الاستاذ. عبد الواحد شيخ حسن نجل الشيخ سياسي ومتخصص في الدراسات الشرعية والقانونية
4.روح البيان في تفسير القرآن . كتاب من كتب التفسير، ألفه أبو الفداء إسماعيل حقي بن  الشيخ مصطفى الإستانبولي الآيدوسي الحنفي الجلوتي.
5.الحاج علواليمنى احد وجهاء وحكماء الجالية اليمنية في الصومال عالم دين فاضل أقام في مدينة أفجوى تاجرا فيها وداعيا بل ومصلحا بين الناس الى أن توفى في مطلع التسعينات في القرن الماضي .
5. محمد نور شيخ عمر . قصاص اجتماعي ومهتم بالفلكلور الشعبي .
6.  ابراهيم بن السيد محمد قوليد . كتاب الدرة البهية في مناقب مشايخ الطرائق الصالحية الرشيدية الاحمدية ص 202 -203 .
7.  كتاب الفرائد الجوهرية في الطريقة الرشيدية . جمعه فارح حاج مودى محمود القوليدى .ص 17-19

8.  المصدر: نجل الشيخ الاستاذ عبد الواحد شيخ حسن سياسي ومتخصص في الدراسات الشرعية والقانونية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق