الاثنين، 23 أكتوبر 2017

سلسلة مقالات (1)

                                 مسارات التســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوية السيــــــــــــــــــــــــــــــــاسة في الصومال
                                                                                 [ 1990 -2016 م ]
                                                                                          دراسة تحليلية استشرافية .
                                                                                         

                                                   
المقدمة :
مثلت حالة انهيار الدولة المركزية في الصومال في عام 1991م نقطة تحول خطيرة في مسار تاريخ الصومال الحديث ، و ما أعقبها من اندلاع  حرب أهلية  والتي أدت بدورها الى تعقيد المعضلة السياسة في الصومال مضيفة أبعادا جديدة للنزاعات السياسية المزمنة في منطقة القرن الأفريقي كظهور القرصنة والإرهاب والحرب بالوكالة ... الى أخر ذلك من الأسماء الغربية والعجيبة .
لم يعلن ميلاد الدولة الصومالية في عام 1960م إلا وبدت فيها ملامح الشيخوخة والعجز لأسباب تأتى في مقدمتها الإرث الاستعماري المتمثل بتقسيم الصومال الكبير والاستقلال  المشوه وما تبعها من خطوات  غير حكيمة في سبيل البحث عن الأقاليم المفقودة  وثم الفشل المبكر في تكوين دولة  قوية بمعايير حديثة أساسها المواطنة والتساوي أمام القانون ، ومرورا بإشكالية تقاسم السلطة والثروة و إنتهازية النخب السياسية في العهد المدني  والديكتاتورية في مرحلة حكم العسكر  ، وانتهاء بتأثيرات الحرب الباردة على السياسة الخارجية   في الصومال والتي القت ظلالها بشكل سلبى على مستوىات اداء الدولة كافة ، كل هذه العوامل المجتمعة كانت كفيلة بأن تقضى على الدولة الصومالية الناشئة دون أن تقدم كثيرا في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية .
مضى ربع قرن  ونيف من الزمان من بداية أزمتنا ، و لاتزال الحالة الصومالية توصف بأوصاف قاسية " الدولة الفاشلة " الهشة " العاجزة " بعد أن حجزنا المرتبة  الأولى في كل عام وبجدارة  تامة في قائمة الدول الأكثر فسادا في العالم وعلى التوالي وفق  مؤشر الفساد  العالمي  لمنظمة الشفافية ، مما جعل الحالة التي نحن عليها مضرب مثال لكل أمر سيئ في المعمورة بمختلف شعوبها وقاراتها .
ثمة دراسات كثيرة وبحوث متعددة  كتبت في هذا المضمار ، والجزء الأكبر منها كتب عن طريق باحثين غير صوماليين ،واللافت للنظر فيها ان معظمها ما إن غطت جانبا مهما الا وأهملت الاكبر منه ، ولهذا تأتى  أهمية هذه الدراسة بانها تتطرق الى مجالات تم تجاهلها من قبل الدراسات السابقة عمدا أو نسيانا او جهلا حتى ، كمبدأ تقاسم السلطة والثروة والذى هو في تقديري أساس أي تسوية سياسية في مشكلات الدول  ونزاعاتها الداخلية   ، وهو المدخل الصحيح والضامن لحل الخلافات الصومالية الصومالية في نظر الباحث ، وكل المؤتمرات التصالحية المقامة في الداخل والخارج لم يكتب لها النجاح سوى بعض المؤتمرات التي تطرقت الى هذ المبدأ نفسه كالحال في مؤتمر عرتا وما بعده من الاجتماعات التي حذت حذوه .

سنتناول في هذه الدراسة التي أتمناها ان تكون اضافة حقيقية للدراسات التي أجريت لتشخيص المعضلة السياسة في الصومال عن الصراع السياسي في الصومال مع التركيز في  اشكالية الهوية والفشل المبكر في تكوين دولة حديثة، كما ستشمل الدراسة  إشكالية تقاسم السلطة والثروة بين مكونا ت المجتمع وتأثيرات الحرب الباردة على السياسة الخارجية مع ابرازا الجيوا استراتيجي للقرن الأفريقي  . وسنخصص فصلا للحديث عن الحرب الاهلية وبداية المصالحة كوسيلة لحل المعضلة السياسية مع إشارة دور دول الطوق في المصالحة وكذا دور المنظمات الاقليمية والدولية في التسوية السياسية لنختتم بالحديث عن المسارات الضرورية لأى تسوية سياسية  في المستقبل كإيحاد إتفاقية شاملة لتقسيم السلطة والثروة ، ومراعاة حقوق الاقليات والاعتراف بالتنوع في الثقافة واللغة.
                سأبذل قصار ى جهدي أثناء  أعداد هذ الكتاب التحري بالدقة في نقل المعلومات مع الالتزام الكامل للموضوعية والحيادية في تحليل الاحداث وتفسيراتها ، كما لن اعتمد في الدراسة المصادر الثانوية فقط كالكتب والمجلات او الدوريات وانما سأستخدم المصادر الأولية كذلك المتمثلة بالمقابلات والنقاش مع المختصين في المجالات ذات الصلة مع أهداف الدراسة بجانب استقاء المعلومات  من مصادرها المختلفة ، وثم غربلتها لما يخدم لتحقيق الأهداف المرجوة من الدراسة .
                                                                                                                             آدم شيخ حسن           
                                                                                                                            والله من وراء القصد .
                                                                                                                       كونغسبرغ / مملكة النرويج
                                                                                                                            بتاريخ 24 /أكتوبر 2017 م .

الأربعاء، 4 أكتوبر 2017

هل دخلت البلاد في حيص بيص...؟


                                                 
لم اقترب منذ فترة بالشأن السياسي الصومالي تحليلا أو تعليقا لاسيما ما بعد 8 فبراير من هذا العام  الجارى، والأسباب تتعدد منها الانشغال والتريث بما ستؤول اليه الامور ، ولم أحبذ يوما أن اصطاد في الماء العكر، كما يفعل المغرضين ممن تحركهم المصالح الخاصة ، غير ان الضمير الوطني يملى عليك أن تتفاعل مع قضاياه المصيرية لأنها تؤثر عليك وعلى كل مواطن شريف لا يتمنى الا الخير لوطنه وأمته .
·       الحكومة الحالية أثبتت من خلال تصرفاتها أنها دون المستوى المرغوب للتحديات المحيطة بالوطن والمخاطر المحدقة به،  وخير مثال في ذلك كيفية تعاطيها مع  ما بات يطلق بقضية السيد : قلب طغح " نسأل الله ان يفك أسره  ، إضافة  إلى كثير من التصرفات الصبيانية التي لا ترتقى الى مستوى حكومة قادرة على إخراج البلاد من مستنقع الفوضى الى بر الأمان .
·       الرئيس الذى لطالما غنى بالوطنية واستعطف الجماهير بالشعارات بالكاد يظهر في وسائل الإعلام وكأنه لسان حاله يقول: لقد أفرطت في كل شيء فلا تسألوني عن أي شيء  "
·       إدارات الولايات الفدرالية تتصارع فيما بينها "جالمدغ نموذجا " وليس هناك أي بوادر لتسوية سياسة بين المتنازعين ، بل هنالك أطراف تتهم المركز بإشعال الفتن ربما لحاجات في نفس يعقوب ، علما اذا انهارت الحكومات الفدرالية فالخلافات ستلقى بظلالها على الحكومة المركزية وربما تؤدى إلى مالا يحمد عقباه.
·       البرلمان : بغرفتيه العليا  والسفلى لم يعد متجاوبا مع متطلبات الشارع ماعدا محاولات خجولة في قضايا ثانوية لا تمت صلة بالواقع .

عندما اسطر هذه الكلمات الموجزات لا أقصد تبخيس ما قدمته الحكومة للشعب وقد انجزت بعض المهام ،ويحسب لها مثلا قرارها الرشيد "الحياد في الصراع الخليجي " الذى هو في تقديري قرار أي كائن حر في البسيطة. ولكنى اتحدت فقط عن العجز الذى اعتراهم والتحديات الجمة الماثلة في خارطة الطريق " ولا تنسى  اننا في بداية المشوار " وأمنياتي للشعب وللوطن الخير والسلام .
                           
بقلم : آدم شيخ حسن