الخميس، 4 فبراير 2021

 




                                               
                                                   Adam Sh Hassan Hussein


ثانيا: مكونات المجتمع المدني  :

كثيرا ما يختلف فى تحديد العناصر المكونة للمجتمع المدني في الصومال وهذا يعود بدوره إلى عدم وجود تعريف جامع ومانع للمجتمع المدني عموما ، إذ يكمن جزء من المشكلة في أن المجتمع المدني مفهوم ضبابي ومطاط على نحو لامناص منه ، بحيث إنه لايوفر بسهولة قدرا كبيرا من الدقة([1]) . فمصطلح المجتمع المدني إلى حدما شديد الغموض وضبابي وقابل لتفسيرات وتفسيرات مضادة تبعا لوجهة نظر الكاتب أوخلفيته الثقافية أو العلمية، ولعل ذلك يرجع بالدرجة الأولي إلى التباين الشديد ما يعد ومالايعد من ضمن المجتمع المدني وبين أهداف المجتمع المدني وغاياته  ([2]).  وعلى الرغم من صعوبة تحديد مؤسسات أو منظمات  بعينها بأنها من المجتمع المدني دون غيرها إلا أن المعايير المتفقة عليها عالميا فى طبيعة أعمال المجتمع المدني وما يستشف من التعاريف المختلفة للمجتمع المدني من ِشأنها أن تحدد العمل المدني ومؤسساته بكل سهولة ويسر .

المجتمع المدني هو : مفهوم واسع للغاية يستلزم العديد من التصنيفات المختلفة للمنظمات التي تحته. يصف - لاري دايموند - المجتمع المدني على أنه عالم من الحياة الإجتماعية المنظمة التي هي طوعية ، ذاتية التوليد ، ذاتية الدعم ، ومستقل عن الدولة ، وملتزم بنظام قانوني أو مجموعة من القواعد المشتركة.  ضمن هذا الإطار يقع العديد من المنظمات غير الحكومية (الدولية والإقليمية والوطنية) ، والمنظمات الدينية ، والمنظمات المجتمعية ، والمنظمات الشعبية الأخرى بما في ذلك التعاونيات ، وجمعيات الأحياء ، والنوادي الاجتماعية وغيرها ([3]) .  وقد ورد عن مركز المجتمع المدني في كلية لندن للاقتصاد بأن "المجتمع المدني يشير إلى حلبة العمل الجماعي الذي لا يتسم بالإكراه، والذي يدور حول مصالح وأهداف وقيم مشتركة ومتبادلة. ولذلك يضم المجتمع المدني عادة التنوع الشديد من حيث المساحة، واللاعبين، والأشكال المؤسسية، وتختلف في الدرجة الرسمية، والاستقلال الذاتي والنفوذ، كما يضم المجتمع المدني في أغلب الأحيان منظمات ومؤسسات مثل الجمعيات الخيرية المسجلة، ومنظمات التنمية غيرالحكومية، ومؤسسات المجتمع المحلي، والمنظمات  النسائية، والدينية، والاتحادات والنقابات المهنية والتجارية، وجماعات المساعدة الذاتية، التنمية الاجتماعية، الاتحادات التجارية، والتحالفات... الخ  . 

يستشف من كل ماسبق من تعريفات بان المجتمع المدني يشمل المنظمات غير الحكومية سوا كانت دولية أوإقليمية أو وطنية  ، إضافة إلي المنظمات الدينية ، والمنظمات المجتمعية ، والمنظمات الشعبية الأخرى بما في ذلك التعاونيات ، والنوادي الاجتماعية، ونقابات الأعمال . وبذلك تكون معظم منظمات المجتمع المدني العاملة في الصومال مطابقة لهذه المفاهيم والمعايير المذكورة من حيث الإستقلالية عن الدولة  والعمل بصورة حرة في المجال الطوعي ، مع وجود خصوصيات تنفرد بها البيئة المحلية الصومالية ومتطلبات واقعها .

إن الكثير من الدراسات التي تناولت عن المجتمع المدني ومؤسساته في الصومال مختلفة في تحديد هوية المجتمع المدني ، فهناك من يحصرها بالمنظمات الطوعية المحلية خاصة تلك التي لا صلة لها مع التيارات الإسلامية انطلاقا من مبدا ([4]) إبعاد العامل الديني عن المؤسسات المدنية الطوعية ، كما أن هناك من يعتبر كل المؤسسات الطوعية المحلية من صميم العمل المدني بغض النظر عن خلفياتها الإيديولوجية ، يخضعها فقط لمعيار ما تقوم به من عمل طوعي داخل المجتمع  وهذا ما يميل إليه الباحث  من منهجية أثناء تناوله بمنظمات المجتمع المدني في الصومال، لأن المنظمات الطوعية المدعومة من الدول الإسلامية أو تلك التي تتبع للتيارات الإسلامية لايمكن وصفها بمنظمات دينية لما لديها من مواقف إزاء مسائل حديثة  تصب فى صميم العمل الطوعي مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين ، كما أن لها دور في السياسة وأراء حول المستجدات السياسية في الساحة . ولذلك لم تعدهذه المنظمات تقليدية لاعلاقة لها بمتطلبات الواقع وفهم مفردات القضايا الدولية([5]).

 ثمة نقطة أخري ينبغي ذكرها في هذا الصدد وهى:  هل يعد القطاع التجاري والشركات الخاصة من المجتمع المدني  أم أنها تقع خارج إطار العمل الطوعى لما تسعي من ربحية فى أعمالها ؟  إن شمول القطاع التجاري تحت مظلة المجتمع المدني يتعرض لبعض الجدل على المستوى الدولي. هناك بعض الناس الذين يرغبون في قبول القطاع التجاري كجزء من المجتمع المدني، بينما هناك آخرون يعتقدون أن القطاع التجاري مرتبط بشكل وثيق جدا بالحكومة، خصوصا في بعض الدول. فقد قامت المنظمات غير الحكومية مثل التحذير الدولي بتطوير برامج خاصة بتعزيز دور الشركات في بناء السلام، بما في ذلك إرساء روابط وصلات أفضل بين الشركات التجارية والمجتمعات المحلية التي تأثرت بالصراعات  ([6]) . وعندما تمعن النظر في الحالة الصومالية ستجد أن القطاع الخاص والشركات التجارية قد ساهم ومازال يساهم في العمل الطوعي بشكل نسبي رغم أن الشركات التجارية  تسعى لهدف الربح .  وقد ضم الدكتور:  محمد أحمد شيخ علي القطاع التجاري  في رسالته([7])  "الصومال في مرحلة ما بعد تفكك الدولة : دور القبيلة والمجتمع المدني في الفترة 1991م، 1999م.  إلي العناصر  الثلاثة الأساسية للمجتمع المدني في الصومال  .

ومن نافلة القول نورد هنا كذلك أنه ما إذا يمكن إعتبار  الجماعات الإسلامية من عناصر المجتمع المدني . فالحقيقة أن في الصومال تيارات إسلامية تقدم خدمات طوعية للمجتمع بجانب بعض المنظمات المدنية التابعة لها  والتي لعبت أدوارا مقدرة فى مساندة الضعفاء خاصة في المجالات الإغاثية والتعليمية والمصالحة الوطنية ، بيد أن المنظمات غير الحكومية ذات التوجه الإسلامي يؤخذ عليها أنها  تقوم  أحيانا بدور الجسر بين المجتمع المدني والمؤسسة السياسية للأحزاب الإسلامية  وقد تستخدم  التيارات الإسلامية  هذه المنظمات كقوالب لإقامة روابط مع الفقراء ، من أجل تجنيد أتباع جدد أو توسيعها في بعض الحالات ، ([8]).  ولكن مع ذلك ظلت خدماتها فريدة لما تتوافق عادة من قيم مشتركة مع المجتمع الصومالي المسلم، عكس مؤسسات المجتمع المدني المدعومة من المؤسسات الغربية والتي عادة ما تصطدم مع ظروف البيئة المحلية التي تعتبر أفكارها مستوردة  من خارج منظومة القيم الإسلامية . ولقد دأبت الجماعات الإسلامية المعاصرة في الصومال  " الإعتصام ، الإصلاح ، التجمع الإسلامي ، حركة الوحدة في صومالاند " والجماعات التقليدية " الصوفيه بمكوناتها المختلفة " القادرية ، الأحمدية ، الصالحية " دأبت علي تقديم  خدمات طوعية للمجتمع وفي مجالات مختلفة ، والأكثر حضورا في العمل المدني هى الجماعات الصوفية لما لها من برامج تعاونية لمساعدة الفقراء وكفالة الإيتام و توزيع أراضى على المحرومين حتي يتسنى لهم إقامة سكن أو مزارع يحرثونها لجلب الرزق ، ولذلك عندما تدقق  العمل المدني  الطوعي لدي التيارات الإسلامية في الصومال ستجد أن التيار الصوفى أو الجماعات الصوفية تسبق نظيراتها من الجماعات الأخري لما لديها  من أوقاف وتعاونيات  كلها تخدم للطبقات الضعيفة والمهمشة للمجتمع  ([9]) .  وتأتى حركة الإصلاح  فى المرتبة الثانية  وتعد من الجماعات الإسلامية التي أبدعت في العمل  الطوعي والمدني  إذ كان هناك  عشرات المنظمات الطوعية التابعة لها أو لأفرادها، والتي  قد نشطت  في مجالات  التعليم والإغاثة والمصالحة خاصة فى التسعينات من القرن المنصرم ([10]) .

الأهم في هذا السياق أن المجتمع المدني النشط مهم لكل الشعوب وتتضاعف أهميته فى  المجتمعات المتأثرة بالصراعات كالصومال لأنه يسد الفجوات ويسخر الطاقات نحو البناء والتكامل ما من شأنه أن يساهم في بناء سلام حقيقي وشراكة صلبة فى مشروع بناء الدولة الصومالية والإنتقال إلى دولة المواطنة والقانون. وسنسلط الضوء في الحلقة القادمة على المنظمات الطوعية  بشقيها  المنظمات الإنسانية الدولية والمنظمات الطوعية المحلية مع التطرق إلى أدوارها في عملية صنع السلام.



[1] . جون أهرنبرغ ، المجتمع المدني التاريخ النقدي للفكرة ، ترجمة على حاكم صالح وحسين ناظم ( بيروت ، المنظمة العربية للترجمة 2008)، ص 440.

[2] .محمد أحمد علي مفتي : مفهوم المجتمع المدني والدولة المدنية : دراسة تحليلية نقدية ، مجلة البيان 1435 هـــــ.  ص 13.

[3] . ورقة علمية جمعها M J Kimani ومنشورة في معهد International Peace Support Training Centre، نيروبى. بعنوان :

 Role of the Civil Society in Peace Support: Operations in South Sudan and Somalia: The Component of Peacebuilding. P 9.  

 

[4] . هو مبدأ االدول الغربية  الديمقراطية التي تشترط غياب التأثير الديني في أعمال منظمات المجتمع المدني و تعتبر هذه الدول هى الداعم الرئيسي لقضايا المجتمع المدني عالميا .

[5] . محمد أحمد شيخ علي ، أكاديمي وباجث فى مجال الدراسات الأفريقية ومدير معهد القرن للسلام والتنمية . لقاء فى اوسلو 14 ديسمبر 2019م.

[6] . تقرير عن المجتمع المدني في صفحة Inclusive Security: Women Waging Peace.

الرابط  : https://www.international-alert.org/sites/default/files/library/TKCivilSocietyArabic.pdf

[7] . لمزيد من تفاصيل المجتمع المدني وأقسامه أنظر رسالة محمد أحمد شيخ على : الصومال في مرحلة ما بعد تفكك الدولة : دور القبيلة والمجتمع المدني في الفترة 1991م، 1999م. رسالة دكتواراه غير منشورة ، جامعة الخرطوم 2004م .

[8] . Valeria Saggiomo, Building the State from below. Networks of NGOs in Somalia. P. 4

https://www.researchgate.net/publication/274705049_Building_the_State_from_below_Networks_of_NGOs_in_Somalia

 

 

[9] . مقابلة مع محمد محمود جوري ، باحث وكاتب ومتخصص فى علم الإجتماع ، ووزير سابق في حكومة جلمدغ  2015 -2016، الصومال .  أوسلو ، النرويج  16 يوليوا 2019م

[10] . مشاهدات الباحث في أعمال الحركة بالعمل الطوعي في مقديشو.

الأحد، 31 يناير 2021

 

                                                     Adam Sh Hassan Husein  


المجتمع المدني في الصومال:  آدم شيخ حسن

توطئة:  يتمتع  المجتمع المدني بأهمية كبيرة في المجتمعات المتحضرة فيقدم من خلال المؤسسات غير الحكومية أو غير الربجية خدمات متنوعة من التعليم والتنمية وتقوية المجتمعات المحلية من التدريب وتطوير المهارات للأفراد والنهوض بدور المرأة وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان .. الخ .  وتتضاعف أهمية المجتمع المدني فى المجتمعات التي تضررت بالصراعات كالصومال ، ولذلك فان المجتمع المدني فى الصومال يحتاج إلي تسليط مزيد من الأضواء فى نشأته ومراحل تطوره ، والأدوار التي لعبها فى المصالحة الوطنية في الصومال ورأب الصدع بين فرقاء السياسية ومشروع بناء الدولة الصومالية ، مع استشراف ما يمكن أن يقدم في المستقبل من خدمات للمجتمع من شأنها أن تساعد الدولة في ترسيخ الحكم الرشيد ودعم سيادة القانون ودولة المواطنة .

نشأة المجتمع المدنى  ومراحل التطور  :

تعود نشأة المجتمع المدني الصومالي إلى إبان الفترة الإستعمارية حينما ظهرت جمعيات ثقافية ونقابات عمالية فى فترة مابين الحربين العالميتين . هذه الجمعيات والروابط  تطورت فى الأربعيتات والخمسينات إلى أول نواه للحركات الوطنية التي ناضلت من أجل الإستقلال . بل يمكن القول أن استقلال الصومال فى عام  1960م  كان ثمرة من ثمرات نضال المجتمع المدني (1)

ومع إنتهاء الربع الأول من القرن العشرين تشكل المجتمع المدني من منظمات متنوعة عمالية وثقافية ودينية وإجتماعية إضافة إلي المنظمات الطلابية التي إنضمت لاحقا إلي المؤسسات المدنية ذات الحضور المهم فى الساحة الصومالية  . وازداد التنوع في تلك المنظمات بزيادة إحتكاك الصوماليين بالعالم الخارجي ، حيث اكتسبو امن خلال هذا الإحتكاك  ومع مرور الوقت بعض الخبرات  في مهارات النتظيم المعاصرة ، وأخذت المنظمات الإجتماعية غير التقليدية في الإزدياد شئاّ فشئا .  تعتبر المنظمة الإسلامية الصومالية " Somali Islamic organization " أول منظمة مجتمع مدني معاصرة فى التاربخ الحديث للصومال . أسسها الحاج فارح أومار(1828- 1948م). وكانت المنظمة تنادى بحق الصوماليين في الحرية وحق تقرير المصير. لقد برزت كذلك في المحمية البريطانية شمال الصومال منظمات أخرى مهمة أهمها إتحاد الموظفين الصوماليين " Somali Official Union " والخيرية " Khayriyah"  وتأسست كلتاهما عام 1935م . كان برنامج إتحاد الموظفين الصوماليين يتركز علي تأمين حقوق العمال والموظفين الصوماليين في الإدارة البريطانية الإستعمارية، فى حين ظلت الخيرية منظمة إجتماعية تعمل في المجال الإقتصادى والتعليمى ، ولها مكاتب فرعية فى معظم مدن الصومال البريطانى . وتطور أعضائها لاحقا إلي سياسيين بارزين حيث صاروا من أبرز قادة الكفاح السلمي من أجل الإستقلال .

أما جنوب الصومال " الصومال الإيطالي " كان نادى الشباب الصومالي"  Somali Youth Club" الذي تأسس قبل أن تخمد نيران الحرب العالمية الثانية عام 1943م في مدينة مقديشو  وعلي يد مجموعة مثقفة من  الشباب . كان أول منطمة إجتماعية أسست هناك ،ليتحول لاحقا إلى حزب سياسي تحت مسمي حزب وحدة الشباب الصومالي عام 1952م .

الجدير بالذكر في هذا الصدد أن تأسست في الصومال الإيطالي وفى  العاصمة الصومالية  تحديدا أول منظمة دينية ثقافية معاصرة  ومستقلة عرفت بإسم الرابطة الإسلامية الصومالية " Somali Islamic league" حيث بدأت فى الوهلة الأولي كردة فعل علي تزايد الأنشطة التنصيرية للأرساليات المسيحية بعد عودة إيطاليا إلى الصومال تحت مظلة الوصاية الدولية( 1950 – 1960 م ) ثم تطورت لتبني أفكار ذات صلة بشكل الحكم في الصومال ، وأضحت تنادى بضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية ، إضافة إلى تقوية اللغة العربية فى مجالي التعليم والعمل .   أما من حيث المنظمات الطلابية الصومالية فيعد نادى الطلبة الصوماليين بالقاهرة عام 1952م من أقدم المؤسسات المدنية الطلابية حيث لايزال النادى  قائما حتي الأن يمارس نشاطه من تنظيم العمل الطلابي وإقامة المناشط الثقافية والعلمية ( 2)  بجانب عدد من المؤسسات الطلابية  والشبابية التي ظهرت لاحقا في الصومال ، وزوالت العمل المدني بشكل لافت  .

إزداد نشاط الأحزاب السياسية والجمعيات والنقابات في الفترة التي أعقبت الإستقلال ، وظلت السمة البارزة لهذه الفترة كثرة المنظمات وتعددها بيد أن أغلبها كان عديم الفاعلية، لا تظهر نشاطاتها إلا فى أيام الإنتخابات أو التظاهرات الإحتجاجية ضد الحكومة . أما فى مرحلة العهد العسكرى فقد حلت الحكومة كافة الأحزاب والجمعيات وأمّمت جميع الشركات التجارية الخاصة ومؤسسات القطاع الخاص معلنة  أنها مسؤولة عن تحقيق المصالح القومية والدفاع عنها مما يعنى أن تحل الحكومة محل المجتمع المدني ، ومن هنا فإنها قد شرعت فى تشكيل منظمات عمالية وشبابية ونسائية وبراعمية لتستقطب من خلالها تاتييد القوى الشعبية . ولم تكن هذه التنظيمات في أغلب الأحيان إلا عبارة عن لافتات صورية للحكومة و من خلالها تنفذ أجنداتها ومشاريعها ولاتمت بصلة بهموم المواطنين وتطلعاتهم نحو تقدم البلاد وإزدهارها .

لقد أسفرت هزيمة القوات الصومالية في حربها ضد إثيوبيا عامي 1977/1978م وفشل الحكومة في تحقيق شعارها الخاص بتوحيد الأراضى الصومالية عن لجوء مئات الألاف من اللاجئين الصوماليين والأورميين من مناطق الحرب إلى الصومال ليصبحوا عبئا علي الإقتصاد المتهالك . وظهرت  إثر ذلك معارضة مسلحة تسعي إلى الإطاحة بالحكومة ، الأمر الذى أدى إلي تراجع الحكومة عن تنفيذ كثير من إلتزاماتها تجاه المواطنين في المجالات الإقتصادية والإجتماعية . هذا التراجع النسبي أفسح المجال لظهور منظمات ومؤسسات خاصة كالمنظمات الطوعية التى تعمل وسط اللاجئين والمدارس والمستشفيات والشركات والمصانع الخاصة . وعلي الرغم من هذه البدايات لمؤسسات المحتمع المدني فإنه يمكن القول   بأن سقوط الحكومة المركزية عام 1991م وما تبعها من إنهيار المؤسسات العامة يعتبر السبب أو العامل الرئيس لميلاد أكبر شريحة من مؤسسات المجتمع المدني فى الصومال (3)

 

        

                                                                                                المزيد في الحلقة الثانية

 

 

 

        

                                                                         

المراجع :

1.    محمد أحمد شيخ على ، الصومال في مرحلة ما بعد تفكك الدولة : دور القبيلة والمجتمع المدني في الفترة 1991م-1999م. رسالة دكتواراه غير منشورة ، معهد الدراسات الأسيوية والأفريقية، جامعة الخرطوم . 2004م، ص 296.

2.     فاطمة الزهراء على الشيخ احمد :  السياسات الامريكية تجاه الصومال (القاهرة : دار الفكر العربى 2008 م ) ط الاولى. ص : 67- 68.

3.      محمد أحمد شيخ على ، الصومال في مرحلة ما بعد تفكك الدولة . مرجع سابق، ص 296-297.