الجمعة، 15 فبراير 2019

الصراع السياسى فى الصومال 3. اشكالية الهوية


اشكالية الهوية :

عانت الصومال  ولاتزال تعانى كثيرا من التعقيدات فى  تشخيص هويتها ، إذ تباينت المدارس وتضاربت الافكار حول جدلية أصل الشعب الصومالى ، وبما أن المحتمع الصومالى مجتمع شفوى لايقيم للكتابة وزنا لايوجد ماهو مكتوب من شأنه الجزم فى الإتجاهات المختلفة حول الأصل، وبالتالى كل ما يتوفر حاليا هو إجتهادات شخصية وإستنباطات متواضعة عن المرويات والشفهيات التاريخية ، والتى معظمها لم تسلم من الأساطير والتزييف مما ألقى بظلاله على مصداقية تلك الروايات  المروية أو المتوارثة كابرا عن كابر .

وقد يتساءل الصوماليون عن هويتهم التي مازالت فى طور التشكل ، هل هي إفريقية أم عربية أم إنها مزيج من الًإثنتين، ويبدو التساؤل للوهلة الأولى بسيطا، ولكنه يحمل في طياته الكثير من المتاعب التي أرَّقت مجتمعا من ملايين الصوماليين ([1]) . وقد تتطور التساؤلات إلى حد الإحتدام فى خضم التجاذيات حول جدلية الأصل بين  العروبة والأفريقية أو إمكانية الجمع بينهما ليتجاوز النقاش الذى ما استطاع أن يحفر فيما وراء ضحالة التكييف التى إنحصرت فى: هل هو عربى ؟ هل هو افريقى ؟ ام : هل هو عربى -أفريقى ؟  فى حين أن المطلوب هو العبور من جدلية التكييف الشكلى على هذا النحو إلى حيث يجب أن تتجة التساؤلات التى تستهدف رسم الكيفية التى يجب أن يكون عليها إرتباطه الجيواإستراتيجى والجيوسياسيى بالعالمين العربى والأفريقى،  فالمكونات العرقية واللغوية والدينية ليست هى الأهم فى رسم تلك العلاقة ، بل المصالح الجيو إستراتيجية المترابطة التى تتعلق بالبقاء و الأمن، والنمو ، والمصلحة بشكل عام ([2]) .

  إن من يدافعون عن عروبة الصومال ينطلقون  بأن معظم قبائل الصومال تنتسب إلى العرب ،كما تنتمى دولتهم إلى الجامعة العربية إضافة إلى عناصر التأثير والتأثر ومنها  بطبيعة الحال الدين  والثقافة والتاريخ المشترك . ومما لا شك فيه أن الصومال يلتقى مع محيطه العربى بكل العناصر المشكلة للهوية تقريبا ، والتى قديأتى فى مقدمتها عامل الدين وثم الحضارة الاسلامية ،وموروث التاريخ، وتأثيرات الجغرافيا، لتمتد الى الأمن،  والبقاء، والمصالح المتباذلة ،ونتاج ألجيوسياسى فى المنطقة على مدار الحقب التاريخية المختلفة ، مما جعل الصومال تتأثر بكل مايدور فى العالم العربى من تحولات سياسية وإقتصادية  وإجتماعية أكثر من أى منطقة أخرى فى العالم.  ولذلك لا غرابة أن تجد المواطن الصومالى يتفاعل مع كل القضايا العربية وتفاصيلها المملة  ويتابعها عن كثب فى حين يجهل أو يغفل عن ما يدور فى محيطه الأفريقى أو حتى جواره اثيوبيا وكينيا مثلا .

تعتبر اللغة عاملا هاما فى مضمار الحديث عن الهوية ، ومن المفارقة بمقام أن الصوماليين لايتحدثون العربية كلغة أم ، اذ أن لهم لغتهم الخاصة التى يعتزون بها ويعتبرونها المكون الريئسى لهويتهم الصومالية  ، فلطالما العناصر التى يمكنها بلورة هويةجمعية كثيرة ، فدائما ماكانت اللغة هى العنصر الأبرز والمكون الأهم  فى بلورة الهوية الجمعية ، وبالتالى نجد أن العربية غير منطوق بها في الصومال بشكل كامل مما يُخِلُّ بأسس أطروحة عروبة الصومال نظرا لإفتقارها  لأهم مكوِّن للهوية. وان لم تكن هى الدولة العربية الوحيدة التي تعاني من ذلك الأمر ، إذأن  معظم سكان دول شمال أفريقيا لايتحدثون العربية بالطلاقة المعهودة فى المشرق العربي إلافي حالات نادرة ، غير ان الموروث الثقافي المتراكم والذاكرة التاريخية والتراث الشعبي للشعب الصومالي يلتصق بالثقافة العربية وإن افتقد اللسان تحت أى أسباب  ([3]).

وقد يضاف الى ذلك عزوف معظم الصوماليين عن الأفريقية ظنا منهم بتوؤمتها للزنجية والتى عادة ما يأنف منها الصوماليون لأنهم يتمتعون بأنف قوقازى وشعرناعم وملامح إلى حد ما بعيدة عن تلك المنسوبة للزنوج ، بجانب حبهم للدين الإسلامى الذى أوصلهم إلى درجة الإلتباس مابين هو عربى وإسلامى . ومع كل هذا تجد الإنسان الصومالى الواعى لا تستسيغ له أن يوصف بأنه عربى لتيقنه بأنه لم يكن عربيا لا باللسان ولابالإنتماء معتبرا ذلك ضربا من ضروب النفاق مع الذات بيد أن المفارقة تتمثل عندماتخضع معايير الفوقية والدونية لدى الإنسان الصومالى نفسه داخل المجتمع بإنتماء عائلته للعروبة من عدمها .

أما من يدعم إتجاة افريقية الصومال فينطلق بأن الصومال بلد أفريقى إنسانا و تاريخا وجغرافيا ، ويشترك مع جيرانه  كل عوامل الإنسجام، فبالتالى يجب أن يتعايش مع جيرانه الأفارقة ، بدل أن يتزلف للعرب الذى لايقبله إلا فى أخر قائمة الشعوب العربية التى لاتجمع معه إلا عامل الدين ، وأن انضمام الصومال إلى جامعة الدول العربية فى عام 1974م ،ما كان إلاقرارا سياسيا اتخذ فى لحظات غلبت العاطفة على العقل ،  وتبعات هذا القرار غير الرشيد  تبدوا أثاره جلية على الأمة الصومالية حتى اللحظة مع أن من اتخذ هذا القرار هو نفسه من قرر كتابة اللغة الصومالية بالحرف اللاتينى فى عام 1972م،  في خطوة هى الأخرى  باعدت بين الصومال وعُمقه العربي والثقافي، والمعلوم ان  نظام "محمد زياد بري" قد تبنَّى كتابة اللغة الصومالية -الأبجدية- بالحرف اللاتيني ليعلن  الصومال بذبلك عن فراقه الأبدى  للهوية العربية  مما خلق نوعا من التناقض فى المواقف والتضارب فى فلسفة التعاطى بعروبة الصومال لتصبح الصومال بذلك الدولة العربية الوحيدة فى الجامعة ، والتي لا تنطق بالعربية كلغة أولى ولا تستعمل الأبجدية العربية رسميًّا في كتاباتها ([4]).

والجدير بالذكر فى هذا الصدد ان المنظومة العربية الرسمية تتعامل الصومال وكانها حديقة خلفية لدولهم ، حيث تصنف الاخيرة ضمن الدول العربية ذات الأوضاع الثقافية الخاصة لكونها لا تنطق باللغة ، وتعددولة فاشلة تضرب فيها المثل السيئ خاصة عند تحذير القادة لشعوبهم من عدوى الصوملة وانعكاساتها الخطيرة على مستقبل البلاد والعباد . ولهذا نجد اليوم من بين النخبة الصومالية من يطرح فكرة الإنسحاب عن الجامعة العربية و التعايش بل التحالف مع الجيران الأفريفى الذى يعتبر الصومال دولة أفريقية تتمتع بكل إمتيازت دول الأعضاء فى الإتحاد الأفريقى ، بيد أن مثل هذا الطرح سرعانما ينصدم مع واقع مرير، إذ ان الصومال بدأ كيانه وإستقلاله بخلافات حادة مع جيرانه لاسيما إثيوبيا وكينبا وذلك بالأراضى المتنازعة عليها . وقد حاولت الحكومة الصومالية فى بداية الخلاف حول هذه الأراضى  نقل المعركة إلى منظمة الوحدة الإفريقية شارحة موقفها من حق الشعب الصومالي في تقرير المصير، وخصوصية القضية الصومالية عن سائر قضايا التحرير الإفريقية، إلاّ أنّ الصومال سرعان ما أصيب بخيبة الأمل عندما قررت منظمة الإفريقية احترام وعدم المساس بالحدود الموروثة عن العهد الإستعماري للدول الإفريقية ([5]) . هذه العدوات التقليدية وما أفرزتها من أثار سلبية جعلت الإنسان الصومالى منبوذا أفريقيا فلاهو يعتبر نفسه أفريقيا ولا الأفارقة يتعاملون معه على هذا الأساس ليواجه بذلك أزمة حقيقية فى هويته.

ومما لاشك فيه  أن الهوية الأفريقية  قدتم تشويهها فى الصومال عن عمد ولأ سباب ربما تتعدد ولكن أهمها لضمان التجانس داخل فئات المجتمع الصومالى ، طالما تدعى الأغلبية أنها من أصول عربية علما أن ضمان التجانس  لا يقدم سوى القليل من الفائدة للشعوب وربما يؤدى إلى عدم إحترام المساواة بين كافة المجتمع ولذلك صارت الشعوب  المتقدمة فى عصرنا هذا تفخر بالتعددية سواء العرقية او اللغوية و الثقافية وحتى الدينية أحيانا .

ومن المفارقات ان الصومال تتمتع بعوامل وحدة  كثيرة ، إذ يدين الشعب كله ملة واحدة وهى الإسلام بل وعلى ومذهب واحد ، ولغة مشتركة رغم وجود لهجات ، أضف إلى التقارب العرقى والإثنى فى مكونات الشعب ، إلاانها لم تكفل له النجاح فى بقاء كيانه كدولة ، بينما تجد فى الدول المجاورة عكس ذلك المفهوم ، تنوع إثنى رهيب وعشرات اللغات إن لم تكن المئات مع وجود ديانات مختلفة داخل الدولة الواحدة ومع ذلك متعايشين جنبا إلى جنب يوحدهم الوطن والمصير المشترك . هذه المعادلة خلقت بدورها تساؤلات عديدة : ما فائدة التجانس المزعوم فى الصومال؟ وماذا قدم للصوماليين إن وجد ؟  وما العيب فى التنوع لطالماهو فى إطار الوحدة ؟ . ومن القضايا الشائكة التى القت بظلالها على المجتمع الصومالى المواطنة المزدوجة ، فالعنصر الصومالى له تأثير سياسى  وأخر إقنصادى فى  شرق أفريقيا عموما وهذه مصدر فخر له ،  إذ يحكمون جيبوتى وجزء مهم فى إثيوبيا " الصومال الغربى"  حيث تعتبر القومية الصومالية هى القومية الثالثة بعد قوميتى أروموا وأمهرا ،كما يتمتعون بإمتيازات سياسية وأخرى تجارية فى كينيا ولهم محافظات كاملة فى شمال شرق كينيا (محافظات جاريسا ووجير ومنطيرا ) . فضلا الحديث عن جمهورية الصومال  التى ينفرد بها  الجنس الصومالى ،  ولكن هذ الوجود فى الدول المجاورة كمواطنيين مع إشتراكهم فى أصالة العرق الصومالى خلقت نوعا من التداخل فى تحديد المواطنة ، ومن الإشكالات التى أثيرت ولاتزال محل جدل بيين الصوماليين لاسيما بين النخبة هى الموطنة وعلى أى أساس تحدد ، ووفقا للدستور الصومالى  السابق كان من حق الصومالي المولود في جيبوتي أو كينيا أو إثيوبيا أن يصبح رئيسًا لجمهورية الصومال. فقد وُلِدَ أحد وزراء الدفاع السابقين في مقاطعات الحدود الشمالية لكينيا وعمل كمسئول عسكري كيني لسنوات عديدة ، وكان هناك أعضاء في المجلس الأعلى الثوري وجنرالات وضباط من الجيش والشرطة ووزراء وسفراء وغيرهم من كبار المسؤولين الحكوميين الذين تم معاملتهم مثلهم مثل أي مواطن صومالي آخر.  وبهذ الصدد إستنكر  البرفسور : عُمر إينو الدستور السابق للصومال على أنه وثيقة (ليس لها معايير واضحة لأهلية المواطنة ، كما يشدد على أن "الدستور الذى سيتم تشريعه بعد الحرب الأهلية يجب أن يُحدد بوضوح من هو الصومالى.  ([6]).


أصل الشعب الصومالى :

 تهتم معطم القبائل الصومالية الإنتماء النسبى من ناحية الأب بدرجة القداسة  و لذلك  يعتقدالسيد:  "اى ام لويس " ( I. M. Luwes )   أن النسب من ناحية الأب غالبا لدى الصوماليين مهم و مثله مثل : "عنوان الشخص فى أوروبا". ولذلك إهتم الباحثون فى الِشأن الصومالى لاسيما الغربيين منهم مسألة التسلسل النسبى للقبائل مستخدمين عدة نظريات لتصنيف الشعب الصومالي ، وأي نظام مستخدم يعتمد على من يستخدمه ، أو فى أي غرض يُستخدم، بيد أن العشائر فى الصومال يمكن تقسيمها  من أربع إلى خمسة كيانات عشائرية ، والتى  من الممكن لأ ى باحث أخر زيادة العدد إلى أكثر من ذلك أو تقليبها. وتتمثل معادلة القبائل حسب أخرمقاربة كالتالى : مجموعات : الداروود ، در، هوية ، دجل ورحنوين ، والأخرون  وكلها قبائل صومالية تشترك فى الثقافة والعادات والتقاليد مع وجود لهجات فى جنوب الصومال ، حاصة فى مابين النهرين . وتوجد  خصوصية معينة لقبائل بنادرى  وأهل براوى(رير باراوا)  ومجموعة "مدجان" قبيلة جابوي المنبوذة) وجماعة جرير إلى أخره بإعتبارها وحدات اخرى منفصلة عن الوحدات الحامية ذا الأعلبية فى سكان الصومال .  

وهنالك من يستخدم طريقة أخرى للتصنيف وهى توزيع كافة المجتمعات المتواجدة فى شبه جزيرة الصومال إلى وحدتين فقط هما جرير وجليع (ذوات الشعر الخشن وذوات الشعر الناعم) وبكلمات أخرى قبيلة البانتو وقبيلة غير البانتو ،) [7](، وهو تصنيف  تم تأسيسه على أساس التكوين الفيزيائى للناس أنفسهم على أنهم زنوج أو غير زنوج نسبيا. كما أن هنالك من يقسم الصومالين فقط إلى مجموعتين وهما الساب والسماليون .  غير ان هذه التقسيمات معظمها تقريبية ولم تخضع للتدقيق من قبل علماء الأنثروبولوجيا الذى من ِشأنه دراسة البشر وسلوك الإنسان والمجتمعات الماضية والحاضرة .  فالانتساب أمر هام لدى المجتمع الصومالى ولذلك تسمع عن معظم قبائل الصومالييين انه يتنمى الى الجد الفلانى والعلانى وبلزم على النشئ فى صغرهم تعلم نسبهم قبل كل شيئ  وتسلسله الى الحلقة الأخيرة التى غالبا ما تنتهى الى أل  بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .  وقد يصل الأمر إلى حد الغرابة  عندما تجد أن معظم القبائل الصومالية  ان لم تكن كلها تنتسب الى بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم ولكن الباحثين والمؤرخين يفسرون ذلك مدى حب الصوماليين للنبى  وأله. وربما ياتى نقد لاذع ممن لا تعجبهم روايات الأنتساب إلى أل البيت ليقولو أن كلها أعراف شفهية تقدس  وصول مهاجر عربي إلى مكان ما على طول شواطئ تقع في شمال  الجزيرة العربية " الصومال " ثم تزوج فتاة حامية وأنجب منها كل من يعرف اليوم بالسماليين كما تذكر الأساطير. وتلك فرضية قد لا تصمد كثيرا بأن كل من يملأ مشارق الصومال ومغاربها هم من نسل ذلك المهاجر فى حين أن الشعوب التى كانت تقطن هذه البقعة من الأرض منذ قدم الانسان لم يتفرع منها إلا قليل بالكاد يرى فى الصومال .

ومجمل القول : أن الصوماليين ينتمىون الى الحاميين الشرقيين وتحديد العنصر الكوشى  والذى يشمل أيضا كلا من المصريين القدماء والبجة والبربر والنوبييين و" الجالا " الاروموا ،  والدناكل " العفر" . والحاميون جماعة ذات أصول متحدة فى اللغة والمنبع والثقافة ،  وينتشرون على رقعة واسعة من منطقة شمال شرق افريقيا، بيد ان اقرب جماعة للصوماليين هم شعوب ارومو " الجالا " والعفر ، غير أن مايميز الصومال والعفر ان لايوجد لديهم اثار للتأثر بالملامح الزنجية ([8] ) . وعلى الرغم من وجود عناصر زنجية فى الصومال الاأن العناصر الصومالية الحامية  تختلف إختلافا بينا عن العناصر الزنجية " البانتوا أو النيلوتى " من سكان كينيا فى المعايير الجنسية  والثقافية والدينية والعادات والتقاليد حتى أجمع علماء الأجناس أن إقليم الحدود الشمالية يعتبر الخط الفاصل فى شرق افريقيا بين اللازنوج والزنوج ([9]) . وبالتالى فالصوماليون كغيرهم من الشعوب هم خليط من الأجناس ولايمكن ان نقول أن كلهم ينحدرون من أصل واحد وبناء على ذلك يمكن ان نقسمهم  الى ثلات فئات :

الفئة الأولى : البانتو : أصلهم من البانتو وجاءوا من جهة الجنوب – كينيا وتنزانيا – وهم من المزارعين الذين يسكنون حول ضفاف الأنهار([10])

الفئة الثانية : الأسيويون : وهذا الجنس من القارة الأسيوية وأكثرهم من العرب وبعضهم ايرانيون وهنود ويسكن هؤلاء المدن الساحلية.

الفئة الثالثة : الحامية : وهؤلاء من الحاميين (Hamitic). وأكثرهم رعاة أو كانوا سابقا رعاة ، وكانوا يشتركون جنسيا مع أناس فى اثيوبيا ، وكذ المصريين القدماء وأهل البربر فى شمال أفريقيا ،وهذه الشعوب – أى الجماعة الحامية – يطلق عليهم شعوب افرو أسيوية ( [11]). وينقسمون الى أربعة أقسام : مصريين قدماء ،وبربر ، وكوشيون "Kushitic" ، وساميون "Semitic" ، ويشير بعض الباحثين إلى أن الغالا ، والعفر والصومال ليست عبارة عن ثلاث قبائل ، وإنما هى عبارة عن ثلاث جماعات رئيسية كل منها يشمل مجموعة من القبائل والعشائر . وأهل الصومال من أقسام كوشتك الشرقية كوشتك و يصنفون  كضمن الشعوب الأفروأسيوية ([12]).



[1] .عبد الرحمن محمود على عيسى : الصومال جدلية الهوية بين الإنتماء العربى والأفريقى، مركز الجزيرة للدراسات انطر الرابط التالى : studies.aljazeera.net/ar/reports/2016/03/160308064105546.html
[2] . إجلال رافت وأخرون ، إنفصال جنوب السوادان المخاطر والفرص ، ( المركز العربى للأبحاث ودراسة السياسات ، بيروت  ط الأولى 2012 ، ص39، 40.
[3] . عبد الرحمن محمود على عيسى ، مرجع سابق .
 انظر الرابط التالى : studies.aljazeera.net/ar/reports/2016/03/160308064105546.html
[4] . المرجع نفسه
[5] . محمود شريف: وكيل وزارة الخارجية الصومالية سابقا
[6] : Mohamed A. Eno: The Bantu- Jareer Somalis: Unearthing Apartheid in the Horn of Africa (London : Adonis & abbey Publishers Ltd , 1 Edition , 2008) PP:38,39.
[7].  Mohamed A. Eno: Ibid P: 15.
[8] . محمد حسين معلم على : الثقافة العربية ورودها فى الصومال ( القاهرة : دار الفكر العربى ، ط  الأولى ) ص 14,13.
[10] وهذا لا ينفى وجود بانتو اصلهم من الصومال.
[12] المرجع نفسه : ص 15.

الاثنين، 11 فبراير 2019

الصراع السياسى فى الصومال 2 : ميلاد الدولة و تبدد حلم الصومال الكبير




تم إنشاء الدولة الصومالية الحالية على أنقاض إقتسام القرن الأفريقي بين الامبراطورية البريطانية والفرنسية، والإيطالية ، والأثيوبية فى الحقب التاريخية المعروفة بفترة تدافع الأوربيين لافتسام أفريقيا فى القرن التاسع عشر ، و تم ترسيم الحدود السياسية الحالية لجمهورية الصومال تنفيذاً لمعاهدات بين قوى الاستعمار المحتلة لوطن الصومال  وبالتالي لا تشكل هذه الحدود المصطنعة الحدود الطبيعية لمجتمع الصومال الكبير. ونتيجة طبيعية لذلك الاحتلال الغاشم وماترتب عليه من تشوهات فى الاستقلال المنشود لكل أجزاء الصومال أدت هذه الحدود السياسية المصطنعة التي رسمها المستعمر إلي تمزيق موطن المجتمع الصومالي الطبيعي إلي خمسة اشلاء هي جمهورية الصومال الحالية، وتمثل هذا المنطقة موطن غالبية أفراد المجتمع الصومالي الكبير، بينما توزع باقي أفراد المجتمع الصومالي في اراضي واقعة داخل الحدود السياسية لكل من كينيا، أثيوبيا وجيبوتي. لم تكن لجمهورية الصومال وجود سياسي كدولة ذات سيادة على ارضها خلال الفترة الاستعمارية وما قبلها ، وانما تشكلت أساساً من توحيد اراضي ما كان يعرف بمحمية الصومال البريطاني والتى استقلت في 26 يونيوفى عام  1960م ، مع اراضي ما كان يعرف بالصومال الايطالي والتى استقلت في 1 يوليو 1960م. علما ان غرة يوليو ا هو نفسه يوم اعلان توحيد شطري الوطن شماله وجنوبه  وقيام جمهورية الصومال الموحدة  ([1]).

كان حلم الصوماليون فى تحقيق الوحدة بين اجزاء الصومال كبيرا فيما قبل ميلاد الدولة الصومالية لاسيما تحت  علم ودولة واحدة ، ولذلك نشطت الحركات الوطنية فى كل شبر من الاراضى الصومالية فى القرن الافريقى، ظهرت أحزاب هنا وهنالك تنادى بالوحدة وتناضل من أجل ذلك ، ولقد كان للصوماليون ارتباطات مع بعضهم البعض فى الأقاليم المختلفة يشارك عناصرها بأفكاره القومية الوحدوية خاصة ان فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية كان شعور القومية الصومالية قد بلغ مبلغه بعد تبنى بريطانيا فكرة مشروع الصومال الكبير ([2]) . ففى الجنوب مثلا برزت حركة سياسية مركزية شبابية صومالية إستطاعت أن تستقطب ولاء الصوماليين فى صومالهم الكبير وعرفت باسم "حزب وحدة الشباب الصومالى"SYL".

وقد تكون الحزب من لقاء ثلاثة عشر شابا صوماليا فى مايو 1943 م ، فى مقديشوا وفى ظل إدارتها الانجليزية عكست انتماءات هولاء الشباب معظم قبائل الصومال ، اتخذ الحزب رمزا له يتكون من خمس نجوم بيضاء ، منثورة فى مساحة العلم ممثلة الأقسام الخمسة التى تتجزأ اليها الاراضى الصومالية. و نشأ حزب وحدة الشباب فى ظروف الانفراج التى أعقبت الحرب العالمية الثانية ، كما اتفقت نشأته مع ترويج السياسة الانجليزية لفكرة الصومال الكبير والتى يعتبر وزير الخارجية البريطانية أرنست يبفن أحد مهندسيها وركز الحزب على أيامه الاول إنشاء الفروع فى مختلف انحاء الصومال الكبير وتعميق الإحساس بقضية القومية الصومالية  ([3]) . وعلى الرغم من ان الحزب قد اتخذ فى بداية الأمر صورة نادى ثفاقى وإجتماعى ، إلا أنه تحول إلى حزب سياسى فى عام 1947م . وفى نفس الوقت  ظل الحزب الرئيسى والأهم فى تاريخ الأحزاب فى الصومال الحديث .

وثمة أحزاب اخرى لعبت ادوارا مختلفة فى الصومال الإيطالى كحزب وحدة صوماليا الكبرى الذى تأسس فى يونيوا عام 1958م بعد خلافات حدثت داخل حزب وحدة الشباب لأسباب أيدولوجية تطورت فيما بعد حتى أدت الى فصل السيد : محمد حسين حامد من الحزب ، وهو الذى قاد الحزب " وحدة صوماليا الكبرى" لاحقا ، وقد عرف هذ الحزب وقيادته بعدائهم المفرط للإيطاليين وكل ماله صله بالغرب ، وناضل الحزب من أجل تحقيق الإستقلال والتحرر من التبعية الإستعمارية وتوحيد كافة الوطن الصومالى([4]) .

ويلحق بالأحزاب التى نشطت فى المحمية الإيطالية حزب الدستور المستقل " H.D.M " حيث ظهر الى الوجود فى مارس 1947م ، ويعتبر الشيخ عبد الله شيخ محمد " بغدى " مؤسس هذا الحزب ، وقد سعى الحزب بجانب أهدافه القومية المتمثلة فى الحصول على الحرية والإستقلال إلى إيجاد معايير عملية نحو تشجيع الزراعة والتجارة والعمل على ما يعيد النفع والخير والسعادة على المجتمع الصومالى([5]) .

وعلى الرغم  من ان القبلية قد لصقت بالحزب  من قبل البعض  مبكرا مع بداية ظهوره، إلا أنه لم يكن على تلك الهيئة بالمفهوم المتعارف عليه داخل المجتمعات القبلية ،وإن بدا من إسمه أولا أنه حزب فبلى محض إلا أنه قد تبتى أهدافا قومية إقترح خلالها اللامركزية الإقليمية اساسا فى الحكم وتقليص صلاحيات رئيس الجمهورية ([6]). وقد حقق نجاحات محددة فى الإنتخابات المختلفة ، خاصة نتائج الإنتخابات السياسية فى صوماليا 1956م . إذ فاز بثلاثة عشر مقاعد محصلا بذلك أعلى نتيجة بعد حزب وحدة الشباب الصومالى الذى صارت عدد مقاعده 43 مقعدا من مجموع المقاعد المقدرة للصوماليين ب 60 مقعدا ([7]).

ومن الأحزاب التى برزت فى ساحة الصومال الإيطالى إتحاد شباب حمر الذى تركزت نشاطاته فى إقليم الساحل " ساحل بنادر " وكانت اتجاهاته تمثل نواحى إجتماعية وإقتصادية أكثر من غيرها وسعى الإتحاد إلى الحفاظ على المصالح الإقتصادية للبنادريين . وقد شهد عام 1947 م أحزابا ذات نزعات قبلية بحتة أمثال : اتحاد شباب ابجال 13 /فبراير 1947م ، وهداية الإسلام شيدلى وموبلين " 5/ اكتوبر 1947م ، وإتحاد بيمال " يوليو ا 1947م ، وغيرهم ، وكل هذه الأحزاب كانت تتركز أهدافها فى مسائل قبلية بحتة بيد انها تحالفت فيما بعد فى مسمى حزب المؤتمر الصومالى " 18 سبتيمبر 1947م "  والذى كان عبارة عن تحالف أحزاب شعرت التهديد من سيطرة قبائل معينة فى حزب وحدة الشباب الصومالى ([8]).

أما فى شمال الصومال فقد بدأت الحركة الوطنية التى نادت بوحدة الصومال الكبير  بالتزامن مع الحركات الوطنية فى باقى اجزاء الصومال " الصومال الإيطالى ، الفرنسى ، الغربى " وكانت الرابطة الوطنية  الصومالية  التى تأسست فى عام 1947 م هى الأكثر حضور ا فى الساحة الشمالية لتكون الحزب الثانى على مستوى جمهورية الصومال فيما بعد الإتحاد . وقد تبنى حزب الرابطة رؤية مبنية على أهداف سامية من بينها الإستقلال التام وتوحيد أجزاء الصومال الخمسة تحت راية واحدة ورفع مستوى المعيشة وتتمية الأقتصاد الوطنى ومحو الأمية عبر نشر التعليم الاسلامى وأفكار حديثة إضافة الى محاربة القبلية ذلك المرض العضال الذى يعوق كل الجهود النضالية والأعمال الوطنية الاخرى ، فصار الحزب نواة حقيقية للتحرك الوطنى من أجل الاستقلال ([9]).  كانت هنالك أيضا احزاب أخرى فى الشمال مثل الجبهة الوطنية المتحدة والحزب الصومالى الموحد وفى الوقت تفسه ظلت الفبلية والعشائرية تمارس تأثيرا قويا على حركة التفاعلات السياسية حيث ان الاحزاب الثلاث التى نشأت فى شمال الصومال كانت تستمد قوتها ونفوذها السياسى من كونها تعبيرا سياسيا وحزبيا عن جماعات اثنية معينة فى الإقليم ([10]).

وكذلك تحركت نفس المشاعر فى الصومال الفرنسى بقيادة المناضل : محمد حريى والذى اسس لاحقا حزب التحرير الديمقراطى الذى جعل مبادئه الرئيسية قيادة الشعب نحو استقلال تام والسعى الى   الوحدة بين محميات الصومال وجمعها تحت راية واحدة  بجانب نبذ القبلية وتشجيع وتوحيد أسس النضال فى الأجزاء الصومالية  الباقية .

وبطبيعة الحال إستمر النضال ضد الإستعمار بمسمياته المختلفة وفى كل المحميات الصومالية مع إيجاد هدفين رئيسيين ، محاربة المستعمر وتوحيد الصومال الكبير . وظل حزب وحدة الشباب هو الأكثر كفاءة فى قيادة مشروع الوحدة لأنتشاره فى ربوع الاراضى الصومالية كافة والدعم الذى تحصل من السلطات الانجليزية والتى كان هدفها فى المستقبل المنظور الانفراد فى الساحة وإستمرار الإحتلال للبلاد من خلال وضع وصاية تستند الى شرعية دولية بعد تأمين الموافقة الداخلية لتعاملها الإيجابى مع القوى الوطنية المتمثلة بحزب وحدة الشباب الصومالى([11]) .

حدثت حوادث متفرقة ومفصلية فى عامى 1948 و 1949م مثل  معركة  "عاشت " التى بدأت بمظاهرات عمت فى ارجاء مقديشوا وذلك يوم 11 يناير 1948 م  قتل فيها شهداء صوماليون من بينهم المناضلة " حواء تاكو" التى اعترفت لاحقا رمزا للنضال والإباء . وقد ضادفت  تلك المظاهرات فى نفس ذلك التاريح زيارة لجنة اممية تابعة للأمم المتحدة مكونة  من دول الحلفاء المنتصرة فى الجرب العالمية الثانية بريطانيا وفرنسا وروسيا  للبلاد بهدف تقصى الحقائق .

" اذ دارت المعركة بين الصوماليين والبريطانيين Dhagaxtuurاضافة الى الحادثة المشهورة بــــــــــ طغحتور "

إستخدم فيها الأخير القوة المفرطة ولكن الصوماليون نجحو ا كذلك بشن هجمات شرسة على المستعمر ممامهد الطريق الى فتح نقاش فى الجلسة العامة للامم المتحدة  فى سبتميبر عام 1949م ، حول مصير الدول التى استعمرتها ايطاليا سابقا ومن بينها الصومال . وفد بعث حزب وحدة الشباب السيد : عبد الله عيسى الى جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة فى نيويورك  ليلقى خطابا بعبر فبه موفف المجتمع الصومالى . أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة 21 نوفيمبر عام 1949م قرارا يقضى تسليم الصومال لأيطاليا لمدة 10 سنوات من اجل الوصاية وبرعاية الأمم المتحدة .

ففى ابريل من عام 1950تسلم الايطاليون ادارة البلاد يشرفهم على ذلك الدول الثلات مصر والفلبيين وكولومبيا ممثليين للأمم المتحدة([12]) . كان موقع ايطاليا الجديد فى مستعمراتها السابقة فى الصومال دقيقا ووثيقا تم تحديدها فى إتفاقية الوصاية بالامم المتحدة التى تحملت المسئولية عن الاراضى الصومالية ،و طلب من الادراة الايطالية الموكلة لأمر الوصاية تعزيز التتمية ودعم إيجاد مؤسسات سياسيةحرة وكذلك التنمية السكانية للاراضى ممايقود الى إستقلال حقيقى . ولتحقيق ذلك يلزم على الادارة الايطالية توزيع المسئولية السياسية والادارية والرقابية للصوماليين على وطنهم  بهدف تدريبهم تحت ادارة وخبرات الايطاليين المخولين للوصاية . تصمنت  كذلك الاتفاقية المنصوصة فى الجمعية العامة للأمم المتحدة فى 2 ديسمبر عام 1950 م ، مرفقا يوضح المبادئ الدستورية الضامنة لحقوق الصوماليين وتنفيذها بيد أن الايطاليين لم يلتزموا منها الااليسير . ولكن الاصرار من قبل المجتمع الصومالى بإيجاد دولة صومالية بالكامل( [13] )أدى إلى تشكيل حكومة ذاتية من قبل حزب وحدة الشباب بفيادة السيد: عبد الله عيسى فى عام 1956م وواجهت حكومته معظم مشاكل البلاد بإرادة  حرة وصارمة أثناء الحكم الذاتى ([14]).

وجملة القول: ان الحكم الذاتى أدى الى استقلال الصومال بجزئيه الشمالى والجنوبى فى عام 1960م محققا بذلك نوعامن الانجاز فى توحيد نفس الشطرين ، ولكن ما تم الاخفاق فيه طرد المستعمر من الاجزاء الاخرى الصومالية وجمعها فى راية واحدة . جهود مضنية بذلت فى سبيل ذلك ماقبل الاستقلال ومابعده ولكنها لم تكلل بالنجاح بأسباب تأتى فى مقدمتها رفض البريطانيين التعاون مع الرغبة الصومالية فى أمر الوحدة وما أقدمت عليه دول الجوار(اثيوبيا ، وكينيا ) من ابتلاع أجزاء صومالية  وثم ضمها الى أراضيها لئلا تقوم للصومال الكبير المزعوم فى نظرهم قائمة بعد ذلك التقسيم المصبوغ بصفة شرعية دولية . وبذلك قد تتبد حلم تحقيق الصومال الكبير . ولقد تجسد التقسيم   ببشاعته بصورة أكبر فى مسألة الحدود بين الصومال واثيوبيا، و قد أثيرت فى هيئة الأمم المتحدة التى كانت تشرف على الوصاية الدولية على الصومال منذ عام 1950 م حتى عام 1960 م ، لا من الصومال فحسب ، بل من رجال دوليين محايدين يخدمون روح مبادئ الأمم المتحدة وأهدافها ، وحملوا رسالتها الى هذه الأرض المجزأة ، وقد ادركوا بأنفسهم خطورة هذه التجزئة وما قد ينتج عنها على مر الزمان من خطر يهدد السلم والسلام العالمى الذى هو من أهداف الأمم المتحدة ([15])

أما الوحدة التى تمت بين الشمال والجنوب فقد تمت برغبة شعبية عارمة  والتى تجاوزت بعض الاصوات الشمالية المنادية بعدم الوحدة مع الصومال الجنوبى اضافة الى الدعم من قبل بريطانيا والذى ساهم فى تسهيل المفاوضات للوحدة ،خاصة بين المحمييتن البريطانبة والايطالية بعد ما ينالان إستقلالهما من المستعمر . وفعلا جرت نقاشات غير رسمية بين القيادة السياسيين فى المحميتيين " أرض الصومال وجنوب الصومال " فى نفس العام والتى حفزت بدورها أن تتشكل توجها ت عامة لدى المجتمع الصومالى نحو حركات وطنية صومالية . واتفق  معظم القادة السياسيين فى الصومال والمحمية السعى إلى هدف موحد وهو توحيد الصومال الكبير .



[1] . ـJudith Gradner & Judy  el Bushra: ( eds) Somalia The untold Story, The war through the eyes of Somali women, (London:1 published ,2004 by Pluto Press). P: 2.
[2] . عبدى يوسف ، مرجع سابق ص 126.
[3] . حسن مكى محمد ، مرجع سابق  ص 100, 101.
[5] . محمد حاج مختار حسن : الصومال الإيطالى فى فترة الوصاية حتى الإستقلال 1950، 1960م , رسالة دكتوراه في التاريخ الحديث ، يحث غير منشورة ، جامعة الازهر. القاهرة ، 1983م . ص 99.
[6] . عبدى يوسف فارح ، مرجع سابق ص 120.
[7]  حمدى السيد سالم: مرجع سابق ، ص 28 .
[8] . محمد حاج مختار حسن : الصومال الإيطالى فى فترة الوصاية حتى الإستقلال 1950، 1960م ,مرجع سابق ، ص 103، 105 .
[9] . عبدى يوسف ، مرجع سابق ص 124،123.
[10] . احمد ابراهيم محمود ، مرجع سابق ص 127.
[11] . عبدى بوسف ، مرجع سابق ص 130 .
[12] . موفع (wardoon) انظر الرابط التالى : http://wardoon.net/2017/05/akhriso-taariikhda-syl/

[13] . I.M.Lewis: A modern History of the Somalia nation and state in the horn of Africa . 4 Edition (James Currey, Ohio University press, 2002. P.139.
2. Ibid P. 155.
[15] . محمود على توريرى :  الحياد الايجايى وسياسة الصومال الخارجية ، ص) 252، 253(